responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 145
ولما أجاب عثمان على مسألة الحمى، عندما دافع عن نفسه على ملأ من الصحابة، أعلن أن الذين يلون له الحمى اقتصروا فيه على صدقات المسلمين يحمونها لئلا يكون بين من يليها وبين احد تنازع، وأنهم ما منعوا ولا نحوا منها أحداً، وذكر عن نفسه أنه قبل أن يلي الخلافة كان أكثر العرب بعيراً وشاةً، ثم أمسى وليس له غير بعيرين لحجه، وسأل من يوف ذلك من الصحابة: أكذلك؟ قالوا: اللهم نعم[1].

إن المتبادر الى الذهن من أقوال ابن العربي والخطيب ومن تابعهما، أن عثمان بن عفان قد سار بنفس سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) والشيخين أبي بكر وعمر في مسألة الحمى، فإذا كان الأمر كذلك، فما سبب اعتراض الناس إذاً، أيعقل أن يعترضوا على تخصيص الحمى لرعي خيل الجهاد؟ ولماذا لم يعترضوا على عمر بن الخطاب عندما توسع في الحمى!

إن الرواية التي استشهد بها الخطيب، والتي تتضمن وصية عمر بن الخطاب بمنع سوائم كل من عبدالرحمان بن عوف وعثمان بن عفان من الحمى، تؤكد صدق حدس عمر بن الخطاب في عثمان وقلقه من أن يستغل عثمان هذا الحمى لماشيته وماشية أقربائه.

وأورد ابن أبي الحديد المعتزلي جملة من الاُمور التي نقمها الناس على عثمان وكان منها: أنه "حمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم الاّ عن بني اُمية"[2].

والحقيقة، فإن المعروف من سيرة عثمان تؤكد صحة هذه المقولة.

أما الرواية التي يستشهد بها الخطيب في احتجاج عثمان على ملأ من


[1] العواصم من القواصم: 85 هامش.

[2] شرح نهج البلاغة 1: 199، 3: 39، السيرة الحلبية 2: 78.

نام کتاب : الصحوة نویسنده : البيّاتي، صباح    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست