responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : معتصم سيد أحمد    جلد : 1  صفحه : 394
لا يمكن شرعاً وعقلاً حمل مطلق الخضوع والتذلل على العبادة، فنحن نرى كثيراً من الأمور التي يمارسها الإنسان في حياته الطبيعية، يتخللها الخضوع والتذلل، مثل خضوع التلميذ لأستاذه والجندي أمام قائده، ولا يمكن أن يتجرأ إنسان ويصف عملهم هذا بالعبادة ن فقد أمرنا الله سبحانه بإظهار الخضوع والتذلل للوالدين، قال تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)[1] والخفض هما كناية عن الخضوع الشديد، فلا يمكن أن نسمي هذا العمل عبادة إن شعار المسلم هو التذلل والخضوع للمؤمن والتعزز على الكافر قال تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) وإذا كان التذلل عبادة يكون قد أمر الله المؤمنين بأن يعبدوا بعضهم البعض، وهذا محال.

وهناك آيات أكثر وضوحاً في هذا الأمر، وتنفي تماماً ما ادعته الوهابية، منها سجود الملائكة لآدم، والسجود هو أعلى مراتب الخضوع والتذلل. قال تعالى: (وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) البقرة 34.

فإذا كان السجود لغير الله سبحانه وإظهار قمة الخضوع والتذلل عبادة كما تدعي الوهابية فيتحتم عليها أن تسمي الملائكة ـ والعياذ بالله ـ مشركين كفاراً، وأن تسمي آدم طاغوتاً، فما لهم لا يتدبرون القرآن؟ أم على قلوبهم أقفالها؟

ومن هذه الآية نعرف أن قمة الخضوع ليس عبادة، ولا يعترض معترض بقوله إ ن السجود ليس بمعناه الحقيقي، أو إن المقصود من السجود لآدم (ع) هو جعله قبلة ـ كما يجعل المسلمون الكعبة المشرفة قبلة ـ فإن كلا الاحتمالين باطل، لأن السجود الظاهر من هذه الآية هو الهيئة المتعارفة. ولا يجوز صرفه إلى أي معنى آخر، وأما كونه قبلة فهذا تأويل من غير مصدر ولا


[1] الإسراء 24 .

نام کتاب : الحقيقة الضائعة نویسنده : معتصم سيد أحمد    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست