responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحول المذهبي نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 100
والسنّة حاضرة والشيعة غائبة..

هذه الجملة تلخّص لنا حركة التاريخ الخاص بالسنّة والشيعّة..

السنّة كانت دائمة الحضور وقد منحت الفرصة كاملة للبروز والانتشار..

والشيعة كانت دائمة الغياب بفعل الحصار والبطش والإرهاب..

لأن السنّة كانت على وئام مع الحكّام وتدين لهم بالسمع والطاعة برّهم وفاجرهم فقد منحت حريّة الدعوة وشرعيّة التواجد..

ولأن الشيعة تحمل راية آل البيت (عليهم السلام) الّذين يخشاهم الحكّام وتدين بالطاعة والولاء لأئمتهم الأطهار لم تنل رضا الحكّام وأخرجت من دائرة الإسلام فغابت عن الأنام..

ولأن السنّة كانت ظاهرة فقد أصبحت معروفة..

ولأن الشيعة كانت غائبة فقد أصبحت مجهولة..

ولكون الشيعة خصم للسنة غائب عن الأنظار فقد كثرت من حوله الشائعات ولفّقت له شتى الاتهامات التي تحوّلت بمرور الزمن إلى حقائق بنيت على أساسها مواقف ودانت بها مذاهب وصاحب الحق غائب..

هكذا يجسّم لنا التاريخ قضيّة السنّة والشيعة وكيف تحوّلت إلى لعبة سياسيّة في أيدي حكام بني أميّة وبني العبّاس وسائر الحكام..

وسوف تستمر السنة أداة الحكام على مر الزمان في مواجهة الشيعة، وبدونها لن يجدوا الشرعيّة التي تبرّر استمرارهم في الحكم..

والسنّة بدورها سوف تظل تتحصن بالحكام وتستمد منهم القدرة والدعم على مواجهة الشيعة والاستمرار في الصدارة..

السنّة تحتاج إلى الحكام، والحكام يحتاجون إلى السنّة، تحالف مصيري دائم، والضحيّة هي الشيعة..

نام کتاب : التحول المذهبي نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست