responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 74
ينادي: " جهّزوا جيش أُسامة، نفذوا جيش أُسامة، لعن الله من تخلَّف عن جيش أُسامة " وهم يتخلفون، يتأخرون.

لماذا إذن هذا التخلّف وهم يصرّون عليه؟ هل كانوا لا يصبرون على فراق الرسول (ص)؟ إذن كيف يزعجونه ويخرجونه من فراش مرضه، محموماً، مألوماً، معصَّباً، ويصعد المنبر، وليس الحال حال خطابة، فيقول ما سمح له المرض أن يقول ثم يرجع؟!

أم كانوا يخافون على الأمة بعد الرسول (ص)؟ يخافون على الخلافة بعد الرسول كيف تكون؟ ولمن تكون؟

نعم، ذلك ما أرادوه، وأراد الرسول (ص) خلافه.

أراد أن يمهّد الأرض لعلي، حين تكون المدينة خالية ممن يتوقع أن يواجهوا علياً، وهؤلاء تحت قيادة أسامة مأمورون، أمّا أسامة فكان هو القائد لئلا يطعنوا بعد ذلك في خلافة علي وهو أكبر منه سناً، وكان هو القائد لا شيوخ قريش; لأنه لا يتوقع أن يكون أسامة معارضاً لعلي، وطالباً الخلافة لنفسه.

وبذلك تنحلّ كل الغرائب وتبدو طبيعية، أليس هي تَحقّق المطلوب؟


*  *  *

وبمقدار ما تبين لنا هذه القصة حرص الرسول (ص) على وضع الخلافة بيد علي (ع)، تبين لنا أن قوى المعارضة بدأت تتحرك بسرعة، وتصعّد تحركاتها، لأن اللحظات حاسمه ودقيقة.

وكان من مظاهر حرص الرسول قصة الكتاب، فالمؤرخون يذكرون أنه " لما حُضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي: هلمّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده.

فقال عمر: ان النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست