responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 137
تدريجياً من الساحة، ويتحوّل مجتمع الإسلام إلى مجتمع غير ملتزم، كما يتحوّل نظام الحكم إلى فرديّة مطلقة مستبدّة لا تخضع لأحكام الإسلام، ولا تلتزم بها، كما حدث أيام معاوية بكل وضوح حيث أعلن صريحاً: " ما قاتلتكم لتصوموا أو تصلّوا ".

وخلافة السقيفة مهما جهدت في التزام الإسلام، وتسيير الأمة على أساسه، الاّ انّ الضرورة كانت ما تزال قائمة لاشعارها بالمقاومة لو دخلت بدايات الانحراف أليس أبوبكر نفسه كان يقول: " إذا زغت فقوموني ".

وكان يقول أيضاً: " إذا غضبت فاجتنبوني ".

ربما تقع الخلافة في غفلة، وربما وقعت تحت تأثير عواطف، ونزعات، وميول نفسية تحرفها عن تطبيق حكم الرسالة، وربما انحرفت وهي لا تشعر بالانحراف، وربما اتخذت موقفاً وهي لا تعرف خطورته على الرسالة في المستقبل القريب أو البعيد.

كل هذه الاحتمالات موجودة، مادامت الخلافة الحاكمة غير مستوعبة للرسالة تماماً، ولا متخلصة من رواسب الماضي العتيق.

وإذا لم يقف أحد بوجه الانحراف، يقوّم زيغ الخليفة، ويضطره إلى اتباع الحق، فانّ الانحراف سيتسع لا محاله، وسوف يكبر وينمو ويتزايد، وتنهار التجربة الإسلامية في أسرع وقت، وفي أقصر عمر.

كما انّ الإستسلام لرأي الخليفة ولو كان على حساب حكم الشريعة سيهدم قيمومة الرسالة في نظر الناس، وسوف لا تكون كلمة القرآن، وسنّة الرسول (ص) هي الحاكمة، وهي القيّمة.

وهذا أمر حدث بالفعل فقد كان الناس يتبعون رأي الخليفة وهم يعلمون مخالفته للقرآن والسنّة.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست