responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 136
إذن مثل هذه الأمة كيف تعطى القيمومة، ويوكّل إليها الإشراف على الرسالة.

ومهمة الإشراف والرقابة تتطلب زائداً على الاستيعاب لكل تفاصيل الرسالة التأثر المطلق بها، والالتحام التام مع مفاهيمها وقيمها، والقدرة على تجسيدها عملياً وتوجيه السلوك على اساسها، وهذا ما لم يكن متوفراً حتّى للخلافة الحاكمة، على ما تقدّم الحديث فيه مفصلا.

انّما شخص واحد كان هو القادر على اداء هذه المهمة، لأن الرسول (ص) أعدّه خصيصاً لهذه المهمّة.

ولقد سبق أن أعطاه رسول الله (ص) هذه القيمومة على الرسالة وعلى التجربة.

فكان يقول: " إذا أقبلت الفتن فعليكم بعلي ".

لكن علياً بعد أن صرف عنه الحكم، كان مسؤولا عن توجيه وتصحيح مسيرة التجربة الإسلامية، والسعي من أجل إنجاحها لفترة أطول.

وإذا كانت التجربة قد بدأت بالتعثر، والإبتعاد التدريجي عن واقع الإسلام، فإن ما كان في مقدور علي، وتحت مسؤوليّته، هو مواصلة الجهد من أجل تخفيف سرعة الانحراف، ومن أجل الحفاظ على قيمومة الرسالة في الأمة لعمر أطول.

وهذا الهدف هو الذي جعله يبرز بصفة معارض للحكومات الثلاثة.

ورغم انّ العلاقة بينه وبين الخليفة الثاني تحسَّنت فيما بعد، فإن ذلك لم يمنع من تسجيل طابع المعارضة في مواقف علي، لكنّها المعارضة التي تحمل معنى التصحيح والتوجيه واحياناً الضغط والمواجهة من أجل التحفظ على قيمومة الرسالة قدر الإمكان.

انّ أخطر مشكلة كانت تواجه الرسالة بعد الرسول (ص) هي أن تفقد تدريجياً قيمومتها في الأمة، وفي نظام الحكم، وتسقط كلمتها عن الاعتبار، وتنسحب

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست