responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 135
هذه الأمة نفسها هي التي أخبر الرسول (ص) انّها ستشهد الفتن، وستعيش الانحراف، وتتبع سنن اليهود والنصارى، حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلوه، كما في النص النبوي.

وهذه الأمة هي التي ستعرض على محمد (ص) فاذا بقوم من أصحابه يجاؤون دونه فيقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقال: انّك لا تدري ما أحدثوا بعدك كما جاء في الحديث الشريف عنه (ص).

مثل هذه الأمة كيف يمكن أن تكون هي الرقيب على مسير التجربة؟! ومتى تستطيع أن تقوّم الخليفة إذا زاغ، وترشده إذا انحرف؟ ومن يضمن أن لا تنحرف هذه الأمة بانحرافه، وتسير مثل سيره؟ أليس شهدنا ذلك عياناً في عهد عثمان؟! حتّى كان ليحرّف الصلاة فيتبعه الناس خوف الفتنة، وخوف الشقاق؟!

على انّ الأمة لم تكن مستعدّة لجلب غضب الخلافة وعدائها.

وهي لا تملك من الوعي قدراً يشعرها بضرورة التضحية في هذا السبيل، كما انّها لا تملك قدراً من الوعي والنضح يمكنها من تشخيص الانحراف ثم محاربته.

ومن هنا لم يجرأ أحد لمعارضة أبي بكر يوم أسقط الحدّ عن خالد سوى عمر. ولم يجرأ أحد أن يعارضه حين أراد مخالفة السنّة في قطع يد السارق، بينما أراد قطع رجله، الاّ عمر بن الخطاب أيضاً، حيث كان يأمن سطوة الخليفة، ولا يخشى سخطه.

ويوم حكم عمر بن الخطاب كان الناس يهابون درّته، حتّى ليخافونها أكثر مما يخافون الله، وفي مثل هذا الحال من كان يعترض على الخليفة؟ ولأدنى شيء كانت الدرّة تعلو الرؤوس، وتلوّع الأبشار.

قليل هم الذين يملكون القدرة على مواجهة الخليفة، والاستعداد لتحمل غضبه.

نام کتاب : تاريخ التّشيّع الفكري والسّياسي نویسنده : القبانجي، صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست