responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 6
والإبتلاء: هو تعرف من الله تعالى إلى عبده، حتى يقيم الحجة عليه، وحتى يشهد العبد ويظهر حقيقة ظاهره وباطنه أمام الله تعالى، وهذا التعرف يطلق عليه العلماء العارفون بالله التعرف الجلالي وقد يصل البعض (كالأنبياء وأهل البيت والصديقين من الأولياء) إلى درجات عالية من التمكن الإيماني ويعتبرونه عطاء جماليا.

أما لماذا أطلق على الإبتلاء بأنه تعرف جلالي؟، ذلك أن النفس البشرية من طبيعتها تحب النزوع إلى الراحة والخمول ومراقبة غرائزها وإشباعها، فإذا ما تعرضت لنوازل قهرية وتعرفات جلالية مثل الأمراض والأوجاع والشدائد والأهوال وكل ما يثقل على النفس ويؤذيها ويؤلمها كالفقر والذل وأذية الخلق وغير ذلك مما تكرهه النفس البشرية بطبعها من ضغوطات نفسية أو جسدية أو فكرية، فإنها تنزعج وتقلق وتضطرب. فالإنسان لايحب كل تلك النوازل القهرية، ويطمح دائما إلى ما فيه راحته النفسية والجسدية والعقلية وإلى كل مايطيل عمره وأمله في الحياة الدنيا. وهذا ما يفسر الإقبال الشديد على الدنيا وزخرفها وزبرجها، وعلى النفس وشهواتها وأهوائها من أغلب الناس ونسيان الآخرة.

قال تعالى في سورة آل عمران الآية 14 {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}.

وأما بقية الناس الذين يرغبون في الآخرة ويستعدون لها فهم في حالة صراع ونزاع مع الدنيا والنفس وهو ما أطلق عليه النبي الأكرم وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام المجاهدة والجهاد الأكبر.

روى السيوطي في الجامع الصغير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لقوم رجعوا من الجهاد قال- قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر: مجاهدة العبد هواه.

فالمجاهدة هي محاولة تغيير مسار حياة العبد من النزوع إلى الدنيا، والتوجه في السلوك إلى الآخرة عن طريق تقييد النفس وشهواتها وأهوائها بقيود شرعية ربانية، وهو ما يسميه العلماء العارفون بالله بالتحلية والتخلية، أي

نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست