responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 47
الميزان، من ناحية أعلى درجاته وهي الأقرب إلى ميزان السابقين، أوفي أوسط الميزان أو في أدنى درجاته وهي الأقرب من ميزان الكاذبين.

ولذلك كان هذا النوع من الإبتلاء والإختبار حتى يحدد العبد موقعيته على ميزان أهل اليمين، ويكشف عن حقيقة ما يدعيه مما يعتقده ويؤمن به على بساط العبودية لله تعالى.

وموقعية العبد على هذا الميزان ترتفع نحو السابقين أو تنخفض نحو الكاذبين، أي أنها تزداد وتنقص حسب فهم العبد لمعنى الإبتلاء والإختبار والتعرفات الإلهية التي يتعرض لها، فإذا كان العبد صادقا في عبوديته ظاهرا وباطنا، فيبتليه ربه ليطهره ويرقيه، وربما يكون صادقا لكنه يعيش بعض الغفلة فيبتليه ليذكره وينبهه، أوربما يكون العبد صادقا في ظاهره مدعيا كاذبا في باطنه فيبتليه ربه ليميزه عن الصادقين وليكشف حقيقته حتى يتبين أنه من المدعين لمقامات الصادقين، فينزل إلى ميزان الكاذبين المنافقين ليحدد له موقعا عليه.

وعلى ذلك يكون هذا النوع من الإبتلاء، ابتلاء تأديب وتنبيه، وابتلاء إنذار وتذكير، وابتلاء تمييز وتطهير.

وهذا النوع من الإبتلاء يعتبره العلماء العارفون منة ونعمة من الله تعالى لعبده، وهو رسائل تذكير وتنبيه من أجل التأديب والتهذيب، أو تمييز وتحقيق وتطهير. ومن أجل حماية المؤمن من الإفتتان والركون إلى الدنيا.

ويبتلى في هذا النوع أغلب المسلمين، خصوصا منهم المؤمنين، ومن عرف عن الحقائق الإلهية ولو القليل.

وحيث أن شؤون الحياة والجسد والنفس تتغلب على غيرها من الشؤون، فكثيرا ما ينزع الناس إلى الدنيا وملذاتها والطمع في الحصول على الحد الأعلى من موجوداتها، من أجل تحقيق رغبات وشهوات الإنسان، فلربما يغفل الإنسان عن آخرته وعن دينه وشريعته، ويكون التوجه إلى الدنيا في تلك الحال على حساب العمل للآخرة.

نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست