responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 46

الوسيلة بين العبودية والربوبية:

وأعتقد أنه من الضروري جدا للعبد المؤمن، حتى يزداد قربا من الله تعالى، وحبا وولاء لأحباب الله أهل البيت عليهم السلام، أن يتفكر دائما في ابتلاءاتهم ومظلومياتهم، حتى تزاد عوامل الصلة الوثيقة بينه وبينهم، ففي الحزن لأحزانهم، والفرح لفرحهم، آثار كبيرة وواضحة في تطهير النفس البشرية من حجاب الغفلة الكثيف عنهم، وعن موقعية الوسيلة بيننا وبين ربنا أثناء تحقيق معنى العبودية لله تعالى، فكلما تعمقنا في معانيهم عليهم السلام، فإننا نتطهر ونطهر، ونزداد إيمانا وروحانية تجعلنا مؤهلين لحضرة القرب والفتح الإلهي والمدد الرباني الواسع، عسى الله أن يرضى عنا فمن أرضاهم فقد أرضى الله، ومن أحبهم فقد أحب الله، ومن والاهم فقد والى الله، وعسى الله أن يفتح علينا بتعجيل فرجهم وفرج المؤمنين.

في الحقيقة، فأنا أخجل من نفسي وأنا العبد الفقير العاجز وأنا أحاول التعريف بأئمتي الهداة المهديين، ولازلت أجهل حقيقتهم، يعجز القلم أن يكتب وكذا يعجز الوصف عن أولئك العظماء، القدوة والأسوة في كل شيء، وفي كل مثل أعلى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأتوسل إلى الله تعالى أن يعرفني أئمتي، فإنني إن لم أعرفهم لم أعرف ديني، حتى أكون بين يدي ربي متحققا بأوصاف العبودية التي ارتضاها لمخلوقاته، وجعل أهل البيت عليهم السلام الوسيلة بين العبودية والربوبية، إنه قريب مجيب.

النوع الثاني من الإبتلاء:

قال تعالى في سورة المائدة الآية119 {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم}.

وهؤلاء الصادقون منهم من يرتقي إلى أقصى درجات ميزان أهل اليمين، ومنهم من يتوسطه، ومنهم من يتجه إلى درجاته الدنيا عند حدود ميزان الكاذبين.

ولذلك كانت الإبتلاءات في هذا النوع من أجل أن يحقق العباد موقعهم على ميزان أهل اليمين، فتكون الإبتلاءات وبشكل عام لتمييز العبد على درجات

نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست