responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 45
ذلك من بعض المسلمين، قال عليه السلام" لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب. فذهب مضحيا في كل شيء من أجل بعث دين جده محمد من جديد، راضيا بقضاء الله مستسلما لأمره، روى النووي في بستان العارفين عن الإمام الشافعي قال (مات ولد للحسين بن عليٍّ عليهما السلام، فلم يرى عليه كآبةٌ! فعوتب في ذلك، فقال: إنا أهل بيتٍ نسأل الله تعالى فيعطينا، فإِذا أراد ما نكره فيما يحب، رضينا).

وأما السيدة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها، سيدة نساء العالمين، بضعة رسول الله، فكانت القدوة في الثبات أمام المحن والإبتلاآت التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وآله، في بداية الدعوة وأثناء مراحلها كلها، فقد كانت الأولى في كل شيء، فاستحقت أوسمة الشرف الربانية بعد أن حققت أسمى معاني العبودية، فكانت ولازالت وستبقى سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، حتى أن الله تعالى لطهارتها وفنائها في الله تعالى قد منحها وساما عاليا رفيعا، أن من آذاها فقد آذى الله، ومن أغضبها فقد أغضب الله، وأن الأئمة من ولدها وغير ذلك من الأوسمة العالية الرفيعة.

روى السيوطي وابن مردويه وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلما نظر إليها قال: يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا فأنزل الله {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.

وكذلك سيرة الإمام الحسن عليه السلام وبقية الأئمة من أهل البيت وأصحابهم المخلصين، والعلماء الصادقين الذين اتبعوا نهجهم، بصدق وأمانة وتحملوا كل أنواع الإبتلاء والأذى والظلم، عبودية لله تعالى، وطاعة له ولرسوله، فكانت كل ابتلاءاتهم رفعة وترقية لهم عند الله، وحجة علينا.

نام کتاب : الإبتلاء سنة إلهية على بساط العبودية نویسنده : الحسيني، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست