قال زمل بن ربيعة: فلما ظهر النبي (صلى الله عليه و سلم) سمعنا من جوفه منطقا يقول:
يا بني هند بن حرام * * * ظهر الحق و أوذي حمام
و دفع الشرك بالإسلام قال: ففزعنا لذلك و هالنا، ثم سمعت بعد أيام صوتا من الصنم يقول:
يا طارق يا طارق * * * بعث النبي الصادق
جاء بوحي ناطق
صدع صادع بتهامه * * * لناصريه السلامة
لخاذليه الندامه * * * هذا الوداع مني إلى القيامة
قال: ثم وقع الصنم لوجهه فتكسر.
قال زمل: فخرجت حتى انتهيت إلى رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) فأخبرته بذلك فقال: ذلك كلام الجن المؤمن، فدعانا إلى الإسلام فأسلمنا، و عقد لزمل لواء، و قال زمل:
إليك رسول اللّه أعملت نصها * * * أكلفها حزنا و قوزا من الرمل
لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * * * و أعقد حبلا من حبالك في حبلي
و أشهد أن اللّه لا شيء غيره أدين له * * * ما أثقلت قدمي نعلي
- أبو حاتم الرازي- و هو الذي تعرف في هذا الفن- وفد على النبي (صلى الله عليه و سلم) و أخبره بصوت سمع من صنم، فهذا إثبات منه لأصل القصة لم ينظر إلى طرق إسنادها و ما فيها من الضعف.
قوله: «ما اثقلت قدمي نعلي»:
زاد في رواية: ثم قال (صلى الله عليه و سلم): يا معشر العرب، إني رسول اللّه إلى الأنام كافة، أدعوهم إلى عبادة اللّه وحده، و إني رسوله و عبده، و أن يحجوا-