نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 288
فانتدب له الزّبير بن العوّام، و المقداد بن الأسود فارسين، فسارا إلى (مكّة)، فحمله الزّبير على فرسه، فأغاز عليهما أهل (مكّة)، فلمّا أرهقوهما ألقاه الزّبير، فابتلعته الأرض، فسمّي:
بليع الأرض.
[وقعة بئر معونة]
و أمّا [1] أصحاب بئر معونة- بالنّون-: فإنّ أبا البراء عامر بن مالك العامريّ ملاعب الأسنّة قدم على النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فعرض عليه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الإسلام، فلم يسلم، و لم يبعد [2]، و قال:
يا محمّد، ابعث معي رجالا من أصحابك إلى أهل (نجد) يدعونهم إلى أمرك، و أنا لهم جار، فبعث معه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سبعين رجلا من خيار المسلمين.
قال أنس: كنّا نسمّيهم القرّاء، و أمّر عليهم المنذر بن عمرو الأنصاريّ الخزرجيّ السّاعديّ، أحد النّقباء الاثني عشر.
[غدر عامر بن الطّفيل بالمسلمين]
فلمّا نزلوا ب (بئر معونة)، انطلق حرام بن ملحان إلى عامر بن الطّفيل رئيس المكان ليبلّغه رسالة من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فأمّنه عامر ثمّ غدر به، فأومأ إلى رجل خلفه فطعنه بالرّمح حتّى أنفذ الطّعنة، فقال حرام: اللّه أكبر فزت و ربّ الكعبة، فقتلوه، ثمّ استصرخوا على أصحابه بقبائل سليم: (رعل و ذكوان و عصيّة)، فقتلوهم عن آخرهم، ما خلا رجلين، و أخفروا [3] ذمّة أبي البراء عامر بن مالك.
[1] ذكر هنا أنّ وقعة بئر معونة كانت من أحداث السّنة الثّالثة للهجرة.
قلت: كانت وقعة بئر معونة في صفر على رأس ستّة و ثلاثين شهرا للهجرة، و بعد بعث الرّجيع. و اللّه أعلم.