نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 287
للقتل، قال له أبو سفيان: أنشدك اللّه يا زيد، أ تحبّ أنّ محمّدا مكانك تضرب عنقه، و أنت في أهلك؟ قال: و اللّه ما أحبّ أنّ محمّدا تصيبه الآن في مكانه شوكة تؤذيه، و أنا جالس في أهلي، فقتلوه، ثمّ أرادوا أخذ رأسه، فحمتهم عنه الدّبر- أي: الزّنابير- فتركوه إلى اللّيل ليأخذوه، فجاءه سيل فاحتمله، و كان قد أعطى اللّه عهدا أن لا يمسّ مشركا، و لا يمسّه مشرك، فأتمّ اللّه له ذلك بعد وفاته، كما وفّى به هو في حياته [1].
[مقتل خبيب رضي اللّه عنه]
و لمّا خرجوا بخبيب ليقتلوه دعا بماء فتوضّأ، و صلّى ركعتين، و أوجز فيهما، و قال: لو لا أن تظنّوا أنّ بي جزعا لزدت. فهو أوّل من سنّ هاتين الرّكعتين عند التّقديم للقتل، ثمّ أنشد (رحمه اللّه تعالى)، [من الطّويل] [2]:
و لست أبالي حين أقتل مسلما* * * على أيّ جنب كان في اللّه مصرعي
و ذلك في ذات الإله و إن يشأ* * * يبارك على أوصال شلو ممزّع [3]
/ فقتلوه، ثمّ صلبوه، فلمّا بلغ النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أنّه مصلوب، قال (صلى اللّه عليه و سلم): «أيّكم يحمل خبيبا عن خشبته و له الجنّة؟».
[1] قلت: و المعروف أنّ هذا الخبر جاء في حقّ عاصم بن ثابت و ليس في حقّ زيد بن الدّثنّة، لأنّ عاصما لم يقبل من مشرك عهدا و لا عقدا أبدا، و قال: إنّي نذرت أن لا أقبل جوار مشرك أبدا. فمنعه اللّه بعد وفاته كما امتنع منه في حياته. (انظر الطّبري، ج 2/ 539. و دلائل النّبوّة، ج 2/ 328).