ثمّ إنّه ليس يخفى على من له أدنى ممارسة بالعلم أنّ معجزات نبيّنا محمّد (صلى اللّه عليه و سلم) أشهر و أكثر من معجزات سائر المرسلين (عليهم الصّلاة و السّلام) أجمعين- كما سيأتي ذكر بعضها- و إنّها أبلغ و أتمّ في باب الإعجاز.
إذ من المعلوم أنّ انفجار الأصابع بالماء الغزير أبلغ في باب الإعجاز من انفجاره من الحجر، لأنّه شيء ما شوهد مثله قطّ و لا عهد، بخلاف انفجار الحجر بالماء، فإنّه بالجملة معهود، و إن كان على غير الوجه الّذي شوهد في عهد موسى (عليه السّلام).
و كذلك إشباع الجيش الكثير من أقراص من شعير، أتمّ في باب الإعجاز من إنزال المنّ و السّلوى، و المائدة على عيسى [(عليه السّلام)] من السّماء.
و كذلك ردّ العين السّائلة و إعادتها في الحال إلى صحّتها حتّى كانت أحسن من الأخرى الصّحيحة، أعجب من إبراء الأكمه و الأبرص.
و كذلك نطق ما لم يعهد نطقه أصلا- كالجذع، و الحجر، و الشّجر، و الضّبّ، و الذّئب، و الذّراع- أغرب من إحياء الموتى، فإنّ الميّت قد كان ينطق/، فقد عهد منه الحياة و النّطق في الجملة، و لم يعهد في حال من الأحوال نطق شيء من تلك الأجناس.
على أنّ جميع معجزات المرسلين (عليهم السّلام) تصلح أن تكون
نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 135