responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 330

الفردوس الى صدر الغار ليشرب أبو بكر فقلت يا رسول اللّه ولى عند اللّه هذه المنزلة فقال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) نعم و أفضل و الذي بعثنى بالحق لا يدخل الجنة مبغضك و لو كان له عمل سبعين نبيا خرجه الملا فى سيرته كذا فى الرياض النضرة ثم أمر أبو جهل مناديا ينادى فى أعلا مكة و أسفلها من جاء بمحمد أو دل عليه فله مائة بعير أو جاء بابن أبى قحافة أو دل عليه فله مائة بعير فلم يزل المشركون يطوفون على جبال مكة يطلبونهما و كان مكثهما فى الغار ثلاث ليال و قيل بضعة عشر يوما و الاوّل هو المشهور كذا فى المواهب اللدنية و كان عبد اللّه بن أبى بكر و فى معالم التنزيل عبد الرحمن ابن أبى بكر و هو مخالف لرواية غيره شابا خفيفا ثقفا لقنا يختلف عليهما فيبيت عندهما بالغار و يدلج من عندهما بالسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكاد ان به الاوعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام و كانت أسماء بنت أبى بكر تأتيهما من مكة اذا أمست بما يصلحهما و كان عامر بن فهيرة مولى أبى بكر يرعى عليهما منحة من غنم كانت لابي بكر فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان فى رسل و هو لبن المنحة فيرجع عنهما بغلس فيرعاها فلا يتفطن له أحد من الرعيان ففعل ذلك كل ليلة من الليالى الثلاث* و فى سيرة ابن هشام قال ابن اسحاق كان عامر بن فهيرة مولى أبى بكر يرعى فى رعيان أهل مكة فاذا أمسى أراح عليهما غنم أبى بكر فاحتلبا و ذبحا فاذا غدا عبد اللّه بن أبى بكر من عندهما تبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفى عليه فخرج معهما حتى قدم المدينة فاستشهد يوم بئر معونة كما سيجي‌ء فى الموطن الرابع* و فى الاستيعاب و أسد الغابة عامر بن فهيرة مولى أبى بكر كان مولدا من مولدى الازد أسود اللون مملوكا للطفيل بن عبد اللّه بن سخبرة أخى عائشة لامّها و كان من السابقين الى الاسلام أسلم و هو مملوك و كان حسن الاسلام عذب فى اللّه اشتراه أبو بكر فأعتقه و كان يرعى فى ثور فى رعيان أهل مكة الى آخر ما ذكر فى رواية ابن هشام آنفا* فلما سار النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و أبو بكر من الغار الى المدينة هاجر معه فأردفه أبو بكر خلفه و شهد بدرا و أحدا و قتل يوم بئر معونة و هو ابن أربعين سنة قتله عامر بن الطفيل ذكر ذلك كله موسى بن عقبة و ابن اسحاق عن ابن شهاب و يقال قتله جبار بن سلمى كما سيجي‌ء فى الموطن الرابع فى سرية المنذر الى بئر معونة ان شاء اللّه تعالى*

(ذكر خروجهما من الغار و توجههما الى المدينة و ما وقع لهما فى الطريق)

* و لما مضت ثلاث ليال و سكن عنهما الناس جاء الدليل بالراحلتين صبح ثلاث بالسحر الى باب الغار كما وعده* قال أبو الحسن بن البراء خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من الغار ليلة الاثنين لغرة شهر ربيع الاوّل* و ذكر محمد بن سعد أنه خرج من الغار ليلة الاثنين لا ربع ليال خلون من ربيع الاوّل كما مرّ كذا فى سيرة مغلطاى و دلائل النبوّة* و فى سيرة ابن هشام أتاهما صاحبهما الذي استأجراه ببعيريهما و بعير له و أتتهما أسماء بنت أبى بكر بسفرتهما و نسيت أن تجعل لها عصا ما فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فاذا ليس فيها عصام فحلت نطاقها فجعلته عصا ما علقتها به فكان يقال لاسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين لذلك* قال ابن هشام سمعت غير واحد من أهل العلم يقول ذات النطاقين و تفسيره انها لما أرادت تعليق السفرة شقت نطاقها باثنتين فعلقت السفرة بواحدة و انتطقت بالاخرى كما مرّ فى أوائل الفصل الاوّل و جاء عامر بن فهيرة ليخدمهما فى الطريق* و فى سيرة ابن هشام قال ابن اسحاق فلما قرب أبو بكر الراحلتين الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قدّم له أفضلهما ثم قال اركب فداك أبى و أمى فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) انى لا أركب بعيرا ليس لى قال فهى لك يا رسول اللّه بأبى أنت و أمى قال لا و لكن بالثمن الذي ابتعتها به قال أخذتها بكذا و كذا قال قد أخذتها بذلك قال هى لك يا رسول اللّه و قد مرّ أن ثمنها ثمانمائة درهم* قيل الحكمة فيه انه (صلى اللّه عليه و سلم) أحب أن لا تكون هجرته الا بمال نفسه فركبا و انطلقا و أردف أبو بكر عامر بن فهيرة مولاه‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست