responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 329

و دود القزان نسجت حريرا* * * يجمل لبسه فى كل شى‌

فان العنكبوت أجل منها* * * بما نسجت على رأس النبيّ‌

و لقد حصل للعنكبوت الشرف بذلك كذا فى المواهب اللدنية* روى ابن وهب أن حمام مكة أظلت النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يوم فتحها فدعا لها بالبركة و نهى عن قتل العنكبوت و قال هى جند من جنود اللّه* و فى العمدة روى عن أبى بكر رضى اللّه عنه أنه قال لا أزال أحب العنكبوت منذ رايت النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أحبها و يقول جزى اللّه العنكبوت عنا خيرا فانها نسجت علىّ و عليك يا أبا بكر فى الغار حتى لم يرنا المشركون الا أن البيوت تطهر من نسجها لما روى عن علىّ أنه قال طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فان تركه فى البيت يورث الفقر* و فى الاكتفاء و أتى المشركون من كل بطن حتى اذا كانوا من النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) على قدر أربعين ذراعا معهم قسيهم و عصيهم تقدّم أحدهم فنظر فرأى حمامتين فرجع فقال لاصحابه ليس فى الغار شي‌ء رأيت حمامتين على فم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع قوله النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فعلم أن اللّه قد دارأ بهما عنه فأثنى عليهما و فرض جزاءهما و انحدرن فى حرم اللّه ففرّخن أحسبه قال فأضل كل حمام فى الحرم من فراخهما و فى حياة الحيوان ان حمام الحرم من نسل تلك الحمامتين* روى أيضا أن أبا بكر لما رأى القائف اشتدّ حزنه على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قال ان قتلت فانما أنا رجل واحد الى آخر ما سبق فعند ذلك قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لا تحزن ان اللّه معنا يعنى بالنصرة فأنزل اللّه سكينته أى أمنه الذي يسكن عنده القلوب عليه أى على النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أو على أبى بكر و هو الاظهر لانه كان منزعجا و أيده يعنى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بجنود لم تروها يعنى الملائكة أنزلهم يحرسونه فى الغار و ليصرفوا و ليضربوا وجوه الكفار و أبصارهم عن رؤيته و ألقوا الرعب فى قلوبهم حتى انصرفوا خائبين كذا فى معالم التنزيل* أنظر لما رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حزن الصدّيق قد اشتدّ لكن لا على نفسه قوّى قلبه ببشارة لا تحزن ان اللّه معنا و كانت تحفة ثانى اثنين مدخرة له فهو الثانى فى الاسلام و الثانى فى بذل النفس و العمر و سبب الموت و لما وقى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بماله و نفسه جوزى بمواراته معه فى رمسه و قام مؤذن التشريف ينادى على منائر الامصار ثانى اثنين إذ هما فى الغار و لقد أحسن حسان بن ثابت حيث قال‌

و ثانى اثنين فى الغار المنيف و قد* * * طاف العدوّ به اذ صاعد الجبلا

و كان حب رسول اللّه قد علموا* * * من الخلائق لم يعدل به بدلا

و تأمّل فى قول موسى (عليه السلام) لبنى اسرائيل كلا ان معى ربى سيهدين و قول النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) للصدّيق ان اللّه معنا فموسى خص بشهود المعية و لم يتعدّ منه الى أتباعه و نبينا (صلى اللّه عليه و سلم) تعدّى منه الى الصدّيق لم يقل معى لانه أمدّ أبا بكر بنوره فشهد سرّ المعية و من ثم سرى سر السكينة الى أبى بكر و الا لم يثبت تحت أعباء هذا التجلى و الشهود و أين معية الربوبية فى قصة موسى (عليه السلام) من معية الالهية فى قصة نبينا (صلى اللّه عليه و سلم) قاله العارف شمس الدين بن اللبان كذا فى المواهب اللدنية عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال كان أبو بكر مع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فى الغار فعطش عطشا شديدا فشكى الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقال له النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) اذهب الى صدر الغار فاشرب قال أبو بكر فانطلقت الى صدر الغار فشربت ماء أحلى من العسل و أبيض من اللبن و أزكى رائحة من المسك ثم عدت الى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقال شربت فقلت نعم قال أ لا أبشرك يا أبا بكر قلت بلى يا رسول اللّه قال ان اللّه تبارك و تعالى أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن اخرق نهرا من جنة

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست