نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 65
قال الرازى [1]: و مذهبنا أنه يجوز تقديم المعجزات على زمان البعثة تأسيسا، قال: و لذلك قالوا: كانت الغمامة تظله- عليه الصلاة و السلام-، يعنى قبل بعثته.
و خالفه العلامة السيد [2] فى شرح المواقف- تبعا لغيره- فاشترط فى المعجز أن لا يتقدم على الدعوى، بل يكون مقارنا لها. كما سيأتى إن شاء اللّه فى المقصد الرابع.
فإن قلت: إن الحجاج [3] خرب الكعبة و لم يحدث شيء من ذلك!!
فالجواب: أن ذلك إرهاصا لأمر نبينا- صلى اللّه عليه و سلم-، و الإرهاص إنما يحتاج إليه قبل قدومه، فلما ظهر- عليه الصلاة و السلام-، و تأكدت نبوته بالدلائل القطعية فلا حاجة إلى شيء من ذلك، و اللّه أعلم.
و لما فرج اللّه عن عبد المطلب، و رجع أبرهة خائبا، فبينما هو يوما نائم فى الحجر، إذ رأى مناما عظيما، فانتبه فزعا مرعوبا، و أتى كهنة قريش، و قص عليهم رؤياه، فقالت له الكهنة: إن صدقت رؤياك ليخرجن من ظهرك من يؤمن به أهل السماوات و الأرض و ليكونن فى الناس علما مبينا. فتزوج فاطمة. و حملت فى ذلك الوقت بعبد اللّه الذبيح، و قصته فى ذبحه مشهورة مخرجة عند الرواة مسطورة [4].
و كان سببها حفر أبيه عبد المطلب زمزم، لأن الجرهمى عمرو بن الحارث لما أحدث قومه بحرم اللّه الحوادث، و قيض اللّه لهم من أخرجهم من مكة، فعمد عمرو بن الحارث إلى نفائس فجعلها فى زمزم و بالغ فى طمها، وفر
[1] هو: الإمام كبير المتكلمين، فخر الدين، محمد بن عمر بن الحسين القرشى البكرى الطبرستانى الأصولى المفسر، فى تواليفه بلايا و عظائم و انحرافات عن السنة، إلا أنه توفى على طريقة حميدة، مات بهراة، سنة (606 ه).
[2] هو: أبو الحسن، على بن محمد بن على بن السيد الزين، الحسينى، المعروف بالجرجانى، و يعرف بالسيد الشريف، من علماء اللغة العربية، توفى بشيراز سنة (816 ه).
[3] هو: حجاج بن يوسف الثقفى، أمير العراق، الوالى الظالم الغشوم، توفى سنة (95 ه).