responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 1  صفحه : 64

العظيم الذي كان لا يسجد للملك أبرهة كما تسجد سائر الفيلة أن يحضره بين يديه، فلما نظر الفيل إلى وجه عبد المطلب، برك كما يبرك البعير، و خر ساجدا، و أنطق اللّه تعالى الفيل، فقال: السلام على النور الذي فى ظهرك يا عبد المطلب، كذا فى النطق المفهوم.

و لما دخل جيش أبرهة و معهم الفيل لهدم الكعبة الشريفة برك الفيل، فضربوه فى رأسه ضربا شديدا ليقوم فأبى، فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام.

ثم أرسل اللّه عليهم طيرا أبابيل من البحر، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار، حجر فى منقاره و حجران فى رجليه كأمثال العدس، لا تصيب أحدا منهم إلا أهلكته، فخرجوا هاربين يتساقطون بكل طريق.

و أصيب أبرهة فى جسده بداء، فتساقطت أنامله أنملة أنملة، و سال منه الصديد و القيح و الدم، و ما مات حتى انصدع قلبه.

و إلى هذه القصة أشار سبحانه و تعالى بقوله لنبيه- صلى اللّه عليه و سلم-: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ‌ [1] السورة إلى آخرها.

فإن قلت: لم قال اللّه تعالى له- عليه الصلاة و السلام-: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ .. [2] مع أن هذه القصة كانت قبل البعث بزمان طويل؟

فالجواب أن المراد من الرؤية هنا: العلم و التذكرة، و هو إشارة إلى أن الخبر به متواتر، فكأن العلم الحاصل به ضرورى مساو فى القوة للرؤية.

و قد كانت هذه القصة دالة على شرف سيدنا محمد- صلى اللّه عليه و سلم- و تأسيسا لنبوته و إرهاصا لها، و إعزازا لقومه بما ظهر عليهم من الاعتناء حتى دانت لهم العرب، و اعتقدت شرفهم و فضلهم على سائر الناس، بحماية اللّه عز و جل لهم، و دفعه عنهم مكر أبرهة، الذي لم يكن لسائر العرب بقتاله قدرة، و كان ذلك كله إرهاصا لنبوته- عليه الصلاة و السلام-.


[1] سورة الفيل: 1- 5.

[2] سورة الفيل: 1.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست