responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 1  صفحه : 63

و قد ذكر الحافظ أبو سعد النيسابوريّ عن أبى بكر بن أبى مريم عن سعيد بن عمرو الأنصاري عن أبيه عن كعب الأحبار: أن نور رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم- لما صار إلى عبد المطلب و أدرك، نام يوما فى الحجر فانتبه مكحولا مدهونا، قد كسى حلة البهاء و الجمال، فبقى متحيرا لا يدرى من فعل به ذلك، فأخذه أبوه بيده ثم انطلق به إلى كهنة قريش فأخبرهم بذلك، فقالوا له: اعلم أن إله السماوات قد أذن لهذا الغلام أن يتزوج، فزوجه قيلة فولدت له الحارث ثم ماتت، فزوجه بعدها هند بنت عمرو، و كان عبد المطلب يفوح منه رائحة المسك الإذفر، و نور رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- يضى‌ء فى غرته، و كانت قريش إذا أصابها قحط تأخذ بيد عبد المطلب فتخرج به إلى جبل ثبير [1] فيتقربون به إلى اللّه تعالى، و يسألونه أن يسقيهم الغيث، فكان يغيثهم و يسقيهم ببركة نور محمد- صلى اللّه عليه و سلم- غيثا عظيما.

و لما قدم أبرهة ملك اليمن- من قبل أصحمة النجاشى- لهدم بيت اللّه الحرام، و بلغ عبد المطلب ذلك، قال: يا معشر قريش، لا يصل إلى هدم البيت، لأن لهذا البيت ربّا يحميه و يحفظه.

ثم جاء أبرهة فاستاق إبل قريش حتى طلع جبل ثبير، فاستدارت دائرة غرة رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- على جبينه كالهلال و اشتد شعاعها على البيت الحرام مثل السراج، فلما نظر عبد المطلب إلى ذلك قال: يا معشر قريش: ارجعوا فقد كفيتم هذا الأمر، فو اللّه ما استدار هذا النور منى إلا أن يكون الظفر لنا، فرجعوا متفرقين.

ثم إن أبرهة أرسل رجلا من قومه ليهزم الجيش، فلما دخل مكة و نظر إلى وجه عبد المطلب خضع و تلجلج لسانه و خر مغشيّا عليه، فكان يخور كما يخور الثور عند ذبحه، فلما أفاق خر ساجدا لعبد المطلب، و قال: أشهد أنك سيد قريش حقّا.

و روى: أنه لما حضر عبد المطلب عند أبرهة أمر سايس فيله الأبيض‌


[1] ثبير: اسم جبل بمنى.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست