نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 421
- صلى اللّه عليه و سلم-، و من مخافة أن يكون النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- وجد فى نفسه على فرجعت إلى أصحابى فأخبرتهم الذي قال النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم-. فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادى: أين عبد اللّه بن قيس، فأجبته، فقال: أجب رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- يدعوك. فلما أتيته قال: «خذ هاتين القرينتين و هاتين القرينتين لستة أبعرة ابتاعهم حينئذ من سعد، فانطلق بهن إلى أصحابك فقل: إن اللّه، أو إن رسول اللّه يحملكم على هؤلاء فاركبوهن» [1] الحديث.
و قام علبة بن زيد، فصلى من الليل و بكى و قال: اللهم إنك قد أمرت بالجهاد و رغبت فيه، ثم لم تجعل عندى ما أتقوى به مع رسولك، و لم تجعل فى يد رسولك ما يحملنى عليه، و إنى أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابنى فيها، مال أو جسد أو عرض. ثم أصبح مع الناس. فقال النبيّ:
«أين المتصدق بهذه الليلة» فلم يقم أحد، ثم قال: «أين المتصدق بهذه الليلة؟» فلم يقم أحد، ثم قال: أين المتصدق فليقم، فقام إليه فأخبره، فقال صلى اللّه عليه و سلم-: «أبشر فو الذي نفس محمد بيده لقد كتبت فى الزكاة المقبلة» [2] رواه يونس و البيهقي فى الدلائل، كما ذكره السهيلى فى الروض له.
و جاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم فى التخلف، فأذن لهم، و هم اثنان و ثمانون رجلا.
و قعد آخرون من المنافقين بغير عذر و إظهار علة جرأة على اللّه و رسوله و هو قوله تعالى: وَ قَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ[3].
و استخلف على المدينة محمد بن مسلمة. قال الدمياطى: و هو عندنا أثبت ممن قال استخلق غيره. انتهى.
و قال الحافظ زين الدين العراقى، فى ترجمة على بن أبى طالب من
[1] صحيح: أخرجه البخاري (4415) فى المغازى، باب: غزوة تبوك و هى غزوة العسرة، و مسلم (1649) فى الأيمان، باب: ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها أن يأتى الذي هو خير و يكفر عن يمينه.
[2] أخرجه البيهقي فى «دلائل النبوة» (5/ 218، 219).