و ما برحت بكر تثوب و تدعي # و يلحق منهم أولون و آخر
لدن غدوة حتى أتى الليل و انجلت # عماية يوم شره متظاهر
و ما زال ذاك الدأب حتى تخاذلت # هوازن و ارفضّت سليم و عامر
و كانت قريش يفلق الصخر جدها # إذا أوهن الناس الجدود العواثر
58-كانت لكثير بن الصلت القرشي [5] دار بالمدينة، ما كانت دار تساويها، فطلبها معاوية، فقال ما إلى بيعها سبيل و فيها مائة مخمرة [6] ، فحرمه معاوية عطاءه، و كانت له عليه مائة ألف، فكتب إلى مروان [7] أن
[1] نكص على عقبيه: رجع عمّا كان عليه. و نكص عن الأمر: أحجم عنه فهو ناكص.
[2] إبراهيم الإمام: هو إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، إمام الدعوة العباسية قبل ظهورها. ولد سنة 82 هـ، و هو الذي وجّه أبا مسلم الخراساني إلى خراسان ليتولّى أمر الدعوة فيها. قتله مروان بن محمد في السجن سنة 131 هـ. راجع ترجمته في الطبري 9: 132 و ابن الأثير 5: 158.
[3] نصر بن سيّار: هو نصر بن سيّار بن رافع بن حرّي بن ربيعة الكناني، أمير من الدهاة الشجعان، كان شيخ مضر بخراسان و والي بلخ. ولي إمرة خراسان سنة 120 هـ.
ولاّه هشام بن عبد الملك. قويت الدعوة العباسية في أيامه فكتب إلى بني مروان يحذّرهم و ينذرهم. مات بساوة سنة 131 هـ. راجع ترجمته في الأعلام 8: 23 و ابن الأثير 5: 148.
[4] خداش بن زهير: هو خداش بن زهير العامري، شاعر جاهلي. قال أبو عمرو بن العلاء: خداش أشعر من لبيد و أبى الناس إلاّ تقدمة لبيد. يقال إن قريشا قتلت أباه في حرب الفجار. راجع طبقات فحول الشعراء 119 و جمهرة الأنساب 108.
[5] كثير بن الصلت: كان اسمه قليلا فسمّاه عمر بن الخطاب كثيرا. ولي القضاء لعثمان في المدينة و ولي كتابة الرسائل لعبد الملك. راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 8:
419.
[6] مخمرة: ذات خمار و الخمار هو ما تغطّي به المرأة وجهها.