responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 92

الأصبحي ليحز رأسه، فارتعدت يداه، فنزل أخوه شبل بن يزيد فاحتز رأسه، و دفعه إلى أخيه خولي و كان أمير الجيش عبيد اللّه بن زياد ابن أبيه، من قبل يزيد بن معاوية. قالوا: ثم إن عبيد اللّه بن زياد جهز علي بن الحسين، و من كان مع الحسين من حرمه، بعد أن اعتمدوا ما اعتمدوه، من سبي الحريم و قتل الزراري مما تقشعر من ذكره الأبدان، و ترتعد منه الفرائص إلى البغيض يزيد بن معاوية، و هو يومئذ بدمشق مع الشمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه فساروا إلى أن وصلوا إلى دير في الطريق، فنزلوا ليلقوا به فوجدوا مكتوبا على بعض جدرانه:

أ ترجو أمة قتلت حسينا # شفاعة جده يوم الحساب‌

فسألوا الراهب عن السطر و من كتبه؟فقال إنه مكتوب هنا من قبل أن يبعث نبيكم بخمسمائة عام. و قيل إن الجدار انشق فظهر منه كف مكتوب فيه بالدم هذا السطر. ثم ساروا حتى قدموا دمشق، و دخلوا على يزيد بن معاوية، و معهم رأس الحسين رضي اللّه تعالى عنه، فرمي به بين يدي يزيد، ثم تكلم شمر بن ذي الجوشن، فقال: يا أمير المؤمنين ورد علينا هذا يعني الحسين في ثمانية عشر رجلا من أهل بيته، و ستين رجلا من شيعته، فسرنا إليهم و سألناهم النزول على حكم أميرنا عبيد اللّه بن زياد أو القتال فاختاروا القتال، فغدونا عليهم عند شروق الشمس و أحطنا بهم من كل جانب، فلما أخذت السيوف مأخذها جعلوا يلوذون لوذان الحمام من الصقور، فما كان إلا مقدار جزر جزور أو نومة قائل، حتى أتينا على آخرهم فهاتيك أجسادهم مجردة، و ثيابهم مزملة و خدودهم معفرة، تسفي عليهم الرياح، زوّارهم العقبان و وفودهم الرخم.

فلما سمع يزيد بذلك، دمعت عيناه، و قال: ويحكم قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن اللّه ابن مرجانة أما و اللّه لو كنت صاحبه لعفوت عنه ثم قال: يرحم اللّه أبا عبد اللّه ثم تمثل بقول‌ [1] الشاعر:

يفلقن هاما من رجال أعزة # علينا و هم كانوا أعق و أظلما

ثم أمر بالذرية فأدخلوا دار نسائه، و كان يزيد إذا حضر غداؤه، دعا علي بن الحسين و أخاه عمر بن الحسين، فأكلا معه ثم وجه الذرية صحبة علي بن الحسين، إلى المدينة و وجه معه رجلا في ثلاثين فارسا، يسير أمامهم حتى انتهوا إلى المدينة، و كان بين وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بين اليوم الذي قتل فيه الحسين رضي اللّه تعالى عنه خمسون عاما. و قيل: إن الحسين رضي اللّه عنه لما وصل إلى كربلاء سأل عن اسم المكان؟فقيل له: كربلاء فقال ذات كرب و بلاء، لقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين، و أنا معه، فوقف و سأل عنه فأخبروه باسمه، فقال: «هاهنا محط رحالهم و هاهنا مهراق‌ [2] دمائهم» . فسئل عن ذلك فقال نفر من آل محمد ينزلون هاهنا، ثم أمر باثقاله فحطت في ذلك المكان. و كان قتله رضي اللّه تعالى عنه يوم عاشوراء في سنة ستين. ذكره أبو حنيفة رضي اللّه تعالى عنه، في الأخبار الطوال. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى، في باب الكاف في


[1] البيت لحصين بن الحمام المرّي و هو في العقد الفريد: 4/382 و فيه: «نفلّق هاما» .

[2] رواه مسلم في الفتن: 28. و رواه أحمد: 5/29، 45.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست