responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 91

مناف بن قصي، و ينسب إلى أمية بن عبد شمس، فيقال: الأموي. و خرج عليه مرة بن نوفل الأشجعي الحروري و ورد الكوفة، و هو أول الخوارج، فكتب معاوية إلى أهل الكوفة ألا لا ذمة لكم عندي حتى تكفوني أمره فقاتلوه و قتلوه. و هو أول من اتخذ المقاصير و أقام الحرسي و الحجاب. و أول من مشى بين يديه صاحب الشرطة بالحربة، و أول من تنعم في مأكله و ملبسه و مشربه. و كان رضي اللّه عنه حليما، و له في الحلم أخبار كثيرة، و لما حضرته الوفاة جمع أهله فقال: أ لستم أهلي؟قلوا بلى فداك اللّه بنا. فقال: و عليكم حزني و لكم كدي و كسبي، قالوا:

بلى، فداك اللّه بنا، قال فهذه نفسي قد خرجت من قدمي، فردوها علي إن استطعتم، فبكوا و قالوا ما لنا إلى هذا من سبيل. فرفع صوته بالبكاء، ثم قال: فمن تغره الدنيا بعدي؟و ذكر غير واحد أنه لما ثقل في الضعف و تحدث الناس أنه الموت، قال لأهله: احشوا عيني اثمدا و اسبغوا رأسي دهنا ففعلوا، و برقوا وجهه بالدهن ثم مهدوا له مجلسا و أسندوه، و أذنوا للناس فدخلوا و سلموا عليه قياما، فلما خرجوا من عنده أنشد قائلا:

و تجلدي للشامتين أريهم # أني لريب الدهر لا أتضعضع‌ [1]

فسمعه رجل من العلويين فأجابه:

و إذا المنية أنشبت أظفارها # ألفيت كل تميمة لا تنفع‌ [2]

ثم أنه أوصى أن تدق قلامة أظفار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و تجعل من منافذ وجهه، و أن يكفن بثوب سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و توفي في دمشق في نصف رجب و قيل في مستهل رجب سنة ستين.

و صلى عليه الضحاك الفهري لغيبة ابنه يزيد ببيت المقدس. و اخلف في عمره فقيل ثمانون و قيل خمس و سبعون سنة و قيل خمس و ثمانون سنة و قيل ثمان و ثمانون سنة و قيل تسعون. و كانت خلافته منذ خلص له الأمر تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر و خمسة أيام. و كان أميرا و خليفة أربعين سنة. منها أربع سنين في خلافة عمر رضي اللّه تعالى عنه و اللّه تعالى أعلم.

خلافة يزيد بن معاوية

ثم قام بالأمر بعده ابنه يزيد. بويع له بالخلافة يوم مات أبوه، و ذلك أن أباه كان قد جعله ولي العهد من بعده و كان بحمص، فقدم منها و بادر إلى قبر أبيه، ثم دخل دمشق إلى الخضراء، و كانت دار السلطنة فخطب الناس بها و بايعوه بالخلافة. و كتب إلى الأقاليم بذلك فبايعوه، و لم يبايعه الحسين بن علي رضي اللّه تعالى عنهما و لا عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه تعالى عنه، و اختفيا من عامله، الوليد بن عقبة بن أبي سفيان. و أقاما مصرين على الامتناع إلى أن قتل الحسين رضي اللّه تعالى عنه بكربلاء، و كان الذي باشر قتله الشمر بن ذي الجوشن، و قيل سنان بن أنس النخعي و قيل أن الشمر ضربه على وجهه، و أدركه سنان فطعنه فألقاه عن فرسه، و نزل خولي بن يزيد


[1] البيت لأبي ذؤيب الهذلي و هو في وفيات الأعيان: 6/155.

[2] البيت لأبي ذؤيب أيضا، في وفيات الأعيان: 6/155.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست