responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 53

فاكتسب اللحم منها هذه الخاصية. و قال إياد: إنما علمت أن الملك ليس بابن أبيه الذي يدعى إليه لأنه صنع لنا طعاما و لم يأكل معنا، فعرفت ذلك من طباعه، لأن أباه لم يكن كذلك و قال أنمار: إنما علمت أن الخبز عجنته حائض، لأن الخبز إذا فت انتفش في الطعام، و هو بخلاف ذلك فعلمت أنه عجين حائض.

فأخبر الرجل الأفعى بذلك، فقال: ما هؤلاء إلا شياطين، ثم أتاهم فقال لهم: قصوا قصتكم، فقصوا عليه ما أوصاهم به أبوهم، و ما كان من اختلافهم. فقال: ما أشبه القبة الحمراء من مال فهو لمضر، فصارت له الدنانير و الإبل و هي حمر فسميت مضر الحمراء. ثم قال و ما أشبه الخباء الأسود من دابة و مال، فهو لربيعة فصارت له الخيل و هي دهم فسميت ربيعة الفرس. ثم قال: و ما أشبه الخادم، و كانت شمطاء، من مال، فهو لإياد، فصارت له الماشية البلق‌ [1] من الخيل و غيرها و قضى لأنمار بالدراهم و الأرض. فساروا من عنده على ذلك.

و سيأتي، إن شاء اللّه تعالى، في باب الكاف في الكلام على الكلب، ما نقله السهيلي من أن ربيعة و مضر كانا مؤمنين.

و في وفيات الأعيان في ترجمة ابن التلميذ [2] شيخ النصارى و الأطباء، أنه كان بينه و بين أوحد الزمان‌ [3] هبة اللّه الحكيم المشهور تنافس، و كان يهوديا فأسلم في آخر عمره، و أصابه الجذام، فعالج نفسه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أن جوّعها، فبالغت في نهشه، فبرئ من الجذام و عمي فعمل‌ [4] فيه ابن التلميذ شعرا:

لنا صديق يهودي حماقته # إذا تكلم تبدو فيه من فيه

يتيه و الكلب أعلى منه منزلة # كأنه بعد لم يخرج من التيه‌

و كان ابن التلميذ متواضعا و أوحد الزمان متكبرا، فعمل فيهما البديع‌ [5] الاسطرلابي شعرا:

أبو الحسن الطبيب و مقتفيه # أبو البركات في طرفي نقيض

فهذا بالتواضع في الثريا # و هذا بالتكبر في الحضيض‌

و قد ألغز أبو الحسن بن التلميذ في الميزان و أجاد [6] :


[1] الماشية البلق: فيها سواد و بياض.

[2] ابن التلميذ هو هبة اللّه بن صاعد، أبو الحسن، حكيم طبيب و أديب مترسل و له شعر. عاش في بغداد و اتصل بالخلفاء العباسيين، و كان نصرانيا، و له مؤلفات كثيرة في الطب و غيره. توفي سنة 560 هـ.

[3] أوحد الزمان هو هبة اللّه بن علي بن ملكا البلدي، أبو البركات، طبيب بغدادي، كان يهوديا و أسلم في أواخر حياته و عاش في خدمة المستنجد باللّه العباسي. مات في همذان سنة 560 هـ. و ترك مؤلفات كثيرة متنوعة.

[4] وفيات الأعيان: 6/74.

[5] هو هبة اللّه بن الحسين بن يوسف الاسطرلابي، أبو القاسم، المعروف بالبديع فيلسوف من علماء الأطباء و الفلكيين، من أهل بغداد، له شعر. مات سنة 534 هـ. و الشعر في وفيات الأعيان: 6/75.

[6] وفيات الأعيان: 6/69.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست