responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 52

معد [1] الوفاة، قسم ماله بين بنيه، و هم أربعة: مضر و ربيعة و أياد و أنمار، و قال يا بني هذه القبة و هي من أدم حمراء و ما أشبهها من المال المضر، و هذا الخباء الأسود و ما أشبهه من المال لربيعة، و هذه الخادم و ما أشبهها من المال لإياد، و هذه البدرة [2] و المجلس لأنمار يجلس فيه. ثم قال لهم:

إن أشكل عليكم الأمر في ذلك و اختلفتم في القسمة، فعليكم بالأفعى بن الأفعى الجرهمي. و إنه لما مات نزار توجهوا إلى الأفعى، و كان ملك نجران فبينما هم يسيرون إذ رأى مضر كلا قد رعي، فقال: إن البعير الذي رعى هذا أعور، فقال ربيعة: و هو أزور، و قال أياد: و هو أبتر، و قال أنمار:

و هو شرود فلم يسيروا إلا قليلا حتى لقيهم رجل، فسألهم عن البعير، فقال مضر: أ هو أعور؟ قال: نعم، قال ربيعة: أ هو أزور؟قال نعم. قال إياد: أ هو أبتر: قال: نعم. قال أنمار: أ هو شرود؟قال: نعم، هذه صفة بعيري دلوني عليه فحلفوا له أنهم ما رأوه، فلزمهم و قال: كيف أصدقكم و أنتم تصفون بعيري بصفته؟!ثم سار معهم، حتى قدموا نجران و نزلوا بالأفعى الجرهمي. فنادى الشيخ صاحب البعير: هؤلاء أصابوا بعيري فإنهم وصفوا لي صفته، ثم قالوا: لم نره أيها الملك، فقال الأفعى: كيف وصفتموه و لم تروه؟فقال مضر: رأيته رعى جانبا و ترك جانبا، فعلمت أنه أعور. و قال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر، فعرفت أنه أفسدها بشدة وطئه لازوراره. و قال إياد: رأيت بعره مجتمعا، فعلمت أنه أبتر، و لو كان ذيالا لمصع به. و قال أنمار:

رأيته رعى الملتف نبته، ثم جاوزه إلى مكان آخر أرق منه، فعلمت أنه شرود. فقال الأفعى للشيخ: ليسوا بأصحاب بعيرك، فاطلبه. ثم سألهم من هم؟فأخبروه، فرحب بهم. ثم قال أ تحتاجون إلي و أنتم كما أرى؟فدعا لهم بطعام و شراب فأكلوا و شربوا، فقال مضر: لم أر كاليوم خمرا أجود لو لا أنها على مقبرة. و قال ربيعة: لم أر كاليوم لحما أجود لو لا أنه ربي بلبن كلبة!و قال إياد: لم أر كاليوم رجلا أثرى منه لو لا أنه ليس بابن أبيه الذي يدعى إليه!و قال أنمار لم أر كاليوم خبزا أجود لو لا أن التي عجنته حائض! و كان الأفعى قد وكل بهم من يستمع كلامهم، فأعلمه بما سمع منهم فطلب صاحب شرابه، و قال له: الخمرة التي جئت بها ما قصتها؟قال هي من كرمة غرستها على قبر أبيك، لم يكن عندنا شراب أطيب من شرابها. و قال للراعي اللحم ما أمره؟قال: من لحم شاة أرضعناها بلبن كلبة، و لم يكن في الغنم أسمن منها فدخل داره، و سأل الأمة التي عجنت العجين؟فأخبرته أنها حائض. ثم أتى أمه و سأل منها عن أبيه؟فأخبرته أنها كانت تحت ملك لا يولد له، فكرهت أن يذهب الملك، فأمكنت رجلا نزل بهم من نفسها فوطئها، فأتت به. فعجب من أمرهم، و دس عليهم من سألهم عما قالوا؟فقال مضر: إنما علمت أنها من كرمة غرست على قبر، لأن الخمر إذا شربت أزالت الهم، و هذه بخلاف ذلك، لأنا لما شربناها دخل علينا الغم. و قال ربيعة: إنما علمت أن اللحم لحم شاة رضعت من لبن كلبة، لأن لحم الضأن و سائر اللحوم، شحمها فوق اللحم إلا الكلاب، فإنها عكس ذلك، فرأيته موافقا له فعلمت أنه لحم شاة رضعت من كلبة،


[1] نزار بن معد بن عدنان، من أجداد العرب في الجاهلية. كنيته أبو إياد.

[2] البدرة: الكيس فيه مال.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست