responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 50

صرمت حبالك بعد وصلك زينب # و الدهر فيه تغير و تقلّب

نشرت ذوائبها التي تزهو بها # سودا و رأسك كالثّغامة أشيب‌ [1]

و استنفرت لما رأتك و طالما # كانت تحن إلى لقاك و ترغب

و كذاك وصل الغانيات فإنه # آل ببلقعة و برق خلّب‌ [2]

فدع الصبا فلقد عداك زمانه # و ازهد فعمرك مر منه الأطيب

ذهب الشباب فما له من عودة # و أتى المشيب فأين منه المهرب

دع عنك ما قد كان في زمن الصبا # و اذكر ذنوبك و ابكها يا مذنب

و اذكر مناقشة الحساب فإنه # لا بد يحصي ما جنيت و يكتب

لم ينسه الملكان حين نسيته # بل أثبتاه و أنت لاه تلعب

و الروح فيك وديعة أودعتها # ستردها بالرغم منك و تسلب

و غرور دنياك التي تسعى لها # دار حقيقتها متاع يذهب

و الليل فاعلم و النهار كلاهما # أنفاسنا فيها تعد و تحسب

و جميع ما خلفته و جمعته # حقا يقينا بعد موتك ينهب

تبا لدار لا يدوم نعيمها # و مشيدها عما قليل يخرب

فاسمع هديت نصيحة أولاكها # برّ نصوح للأمور مجرب

صحب الزمان و أهله مستبصرا # و رأى الأمور بما تئوب و تعقب

لا تأمن الدهر الخئون فإنه # ما زال قدما للرجال يؤدب

و عواقب الأيام في غصاتها # مضض يذل له الأعز الأنجب

فعليك تقوى اللّه فالزمها تفز # إن التقي هو البهي الأهيب

و اعمل بطاعته تنل منه الرضا # إن المطيع له لديه مقرب

و اقنع ففي بعض القناعة راحة # و اليأس مما فات فهو المطلب

فإذا طمعت كسيت ثوب مذلة # فلقد كسي ثوب المذلة أشعب

و توق من غدر النساء خيانة # فجميعهن مكايد لك تنصب

لا تأمن الأنثى حياتك إنها # كالأفعوان يراع منه الأنيب‌ [3]

لا تأمن الأنثى زمانك كله # يوما و لو حلفت يمينا تكذب

تغري بلين حديثها و كلامها # و إذا سطت فهي الصقيل الأشطب‌ [4]

و ابدأ عدوّك بالتحية و لتكن # منه زمانك خائفا تترقب

و احذره إن لاقيته متبسما # فالليث يبدو نابه إذ يغضب‌


[1] الثّغامة: السحابة.

[2] الغانيات: النساء الحسناوات. آل: سراب. برق خلب: كاذب لا مطر فيه.

[3] أنيب: جمع ناب.

[4] الصقيل الأشطب: السيف القاطع.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست