responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 49

لو يرزقون الناس حسب عقولهم # ألقيت أكثر من ترى يتصدق

لكنه فضل المليك عليهم # هذا عليه موسع و مضيق

و إذا الجنازة و العروس تلاقيا # و رأيت دمع نوائح يترقرق

سكت الذي تبع العروس مبهتا # و رأيت من تبع الجنازة ينطق

و إذا امرؤ لسعته أفعى مرة # تركته حين يجر حبل يفرق

بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا # و مضى الذين إذا يقولوا يصدقوا

و من محاسن شعره قوله‌ [1] :

ما يبلغ الأعداء من جاهل # ما يبلغ الجاهل من نفسه

و الشيخ لا يترك أخلاقه # حتى يوارى في ثرى رمسه‌ [2]

إذا ارعوى عاد إلى جهله # كذا الضنى عاد إلى نكسه

و إنّ من أدبته في الصبا # كالعود يسقى الماء في غرسه

حتى تراه مورقا ناضرا # بعد الذي أبصرت من يبسه‌

قوله: و الشيخ لا يترك أخلاقه، البيت و الذي يليه، هما كانا سبب قتله و ذلك أنّ المهدي اتهمه بالزندقة و أمر بإحضاره، فلما خاطبه أعجبه كلامه، فخلى عنه، فلما ولّى رده، و قال له:

أ لست القائل و الشيخ لا يترك أخلاقه؟البيتين المتقدمين، قال: بلى يا أمير المؤمنين. قال: فأنت لا تترك أخلاقك، فأمر به فقتل و صلب على الجسر، و ذلك سنة سبع و تسعين و مائة و من محاسن شعره أيضا قوله‌ [3] :

إذا لم تستطع شيئا فدعه # و جاوزه إلى ما تستطيع‌

و هو كقول ابن دريد:

من لم يقف عند انتهاء قدره # تقاصرت عنه فسيحات الخطا

و صالح هذا هو صاحب الفلسفة قتله المهدي على الزندقة. كان يعظ و يقص بالبصرة و حديثه يسير، و ليس بثقة. قيل: إنه رؤي في المنام، فقال إني وردت على رب لا تخفى عليه خافية، فاستقبلني برحمته و قال: قد علمت لراءتك مما قذفت به.

و قد أحسن بعض الشعراء في وصف القنديل حيث قال مشبها:

و قنديل كأنّ الضوء منه # محيا من هويت إذا تجلّى

أشار إلى الدجا بلسان أفعى # فشمر ذيله فرقا و ولّى‌

و الأفعوان هو الشجاع الأسود يواثب الإنسان و كنيته أبو حيان و أبو يحيى لأنه يعيش ألف سنة و ما أحسن قول بعضهم:


[1] الشعر لصالح بن عبد القدوس، راجع العقد الفريد: 2/436.

[2] الرمس: القبر.

[3] العقد الفريد: 5/480.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست