responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 301

و يقال: إنه باض ثلاثين بيضة عشر في المغرب و عشر في المشرق و عشر في وسط الأرض و انه خرج من كل بيضة جنس من الشياطين كالغيلان و العقارب و القطارب و الجان و أسماء أخرى مختلفة. ثم كلهم عدو لبني آدم لقوله‌ [1] تعالى‌ أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيََاءَ مِنْ دُونِي و هم لكم عدوّ إلا من آمن منهم قال النووي رحمه اللّه: ابليس كنيته أبو مرة و اختلف العلماء في أنه هل هو من الملائكة من طائفة يقال لهم الجن؟أم ليس من الملائكة و في اسمه هل هو اسم أعجمي أم عربي؟قال ابن عباس و ابن مسعود و ابن المسيب و قتادة و ابن جرير و الزجاج و ابن الأنباري: كان ابليس من الملائكة من طائفة يقال لهم الجن و كان اسمه بالعبرانية عزازيل و بالعربية الحارث و كان من خزان الجنة و كان رئيس ملائكة سماء الدنيا و سلطانها و سلطان الأرض، و كان من أشد الملائكة اجتهادا و أكثرهم علما و كان يسوس ما بين السماء و الأرض فرأى بذلك لنفسه شرفا عظيما و عظمة فذاك الذي دعاه إلى الكبر فعصى و كفر فمسخه اللّه شيطانا رجيما ملعونا نعوذ باللّه من خذلانه و مقته و نسأله العافية و السلامة في الدين و الدنيا و الآخرة. و لذلك قيل: إذا كانت خطيئة الإنسان في كبر فلا ترجه، و إن كانت خطيئته في معصية فارجه. قالوا: و قوله تعالى: كََانَ مِنَ اَلْجِنِّ أي من طائفة من الملائكة، يقال لهم: الجن، و قال سعيد بن جبير و الحسن البصري: لم يكن ابليس من الملائكة طرفة عين، و إنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس. و قال عبد الرحمن بن زيد و شهر ابن حوشب ما كان من الملائكة قط. و الاستثناء منقطع زاد شهر بن حوشب، و إنما كان من الجن الذين ظفر بهم الملائكة فأسره بعضهم و ذهب به إلى السماء. و قال أكثر أهل اللغة و التفسير: إنما سمي ابليس لأنه أبلس من رحمة اللّه. و الصحيح كما قاله الإمام النووي و غيره من الأئمة الأعلام أنه من الملائكة و أن اسمه أعجمي و أن الاستثناء متصل لأنه لم ينقل أن غيرهم أمر بالسجود و الأصل في الاستثناء أن يكون من جنس المستثنى منه، و قال القاضي عياض: الأكثر على أنه أبو الجن كما أن آدم أبو البشر. و الاستثناء من غير الجنس شائع في كلام العرب. قال اللّه تعالى:

مََا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اِتِّبََاعَ اَلظَّنِّ [2] و الصحيح المختار ما سبق عن النووي و من وافقه و عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: الجن مؤمنون و الشياطين كفار و أصلهم واحد. و سئل وهب بن منبه عن الجن ما هم و هل يأكلون و يشربون و يتناكحون؟فقال: هم أجناس فأما الصميم الخالص من الجن فإنهم ريح لا يأكلون و لا يشربون و لا ينامون في الدنيا و لا يتوالدون. و منهم أجناس يأكلون و يشربون و يتناكحون و هم السعالي و الغيلان، و القطارب و أشباه ذلك و ستأتي في أبوابها إن شاء اللّه.

فائدة:

قال القرافي: اتفق الناس على تكفير ابليس بقصته مع آدم عليه الصلاة و السلام، و ليس مدرك الكفر فيها الامتناع من السجود و إلا لكان كل من أمر بالسجود فامتنع منه كافرا، و ليس كذلك و لا كان كفره لكونه حسد آدم على منزلته من اللّه تعالى، و إلا لكان كل حاسد كافرا، و ليس كذلك، و لا كان كفره لعصيانه و فسوقه و إلا لكان كل عاص و فاسق كافرا. و قد أشكل ذلك على جماعة من متأخري الفقهاء فضلا عن غيرهم، و ينبغي أن يعلم أنه إنما كفر لنسبته


[1] سورة الكهف: الآية 50.

[2] سورة النساء: الآية 157.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست