responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 268

ليتني مستقر فيها جذعا أي شابا و قيل: هو منصوب بإضمار كان و ضعف ذلك لأن كان الناقصة لا تضمر إلا إذا كان في الكلام لفظ ظاهر يقتضيها كقولهم: إن خيرا فخير، و إن شرا فشر أي إن كان خيرا فخير و روى الحافظ الدمياطي عن علي بن صالح، قال: كان ولد عبد المطلب عشرة، كل منهم يأكل جذعة. و روى أبو عمر بن عبد البر، في التمهيد، من طريق صحيح، أن أعرابيا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن شجرة طوبى، فقال له: «هل أتيت الشأم؟فإن فيها شجرة يقال لها الجوزة» .

ثم وصفها. ثم إن الأعرابي سأل عن عظم أصلها فقال له لو ركبت جذعة من ابل أهلك، ثم طفت بها أو قال درت بها، حتى تندق ترقوتها هرما ما قطعتها» [1] و ذكر السهيلي في التعريف و الاعلام أن أصلها في قصر النبي صلى اللّه عليه و سلم في الجنة، ثم تنقسم فروعها على منازل أهل الجنة كما انتشر منه العلم و الإيمان على جميع أهل الدنيا و هذه الشجرة من شجرة الجوز.

الجراد:

معروف الواحدة جرادة الذكر و الأنثى فيه سواء. يقال: هذا جرادة ذكر و هذه جرادة أنثى كنملة و حمامة. قال أهل اللغة: و هو مشتق من الجرد. قال: و الاشتقاق في أسماء الأجناس قليل جدا. يقال ثوب جرد أي أملس. و ثوب جرد إذا ذهب زئيره. و هو بري و بحري.

و الكلام الآن في البري. قال‌ [2] اللّه تعالى: يَخْرُجُونَ مِنَ اَلْأَجْدََاثِ، كَأَنَّهُمْ جَرََادٌ مُنْتَشِرٌ أي في كل مكان. و قيل: وجه التشبيه أنهم حيارى فزعون لا يهتدون و لا جهة لأحد منهم يقصدها.

و الجراد لا جهة له فيكون أبدا بعضه على بعض. و قد شبههم في آية أخرى بالفراش المبثوث.

و فيهم من كل هذا شبه، و قيل: إنهم أولا كالفراش حين يموج بعضهم في بعض ثم كالجراد إذا توجهوا نحو المحشر و الداعي. و الجرادة تكنى بأم عوف قال أبو عطاء السندي‌ [3] :

و ما صفراء تكنى أم عوف # كأن رجيلتيها منجلان‌

و الجراد أصناف مختلفة: فبعضه كبير الجثة، و بعضه صغيرها، و بعضه أحمر و بعضه أصفر و بعضه أبيض. و كان مسلمة بن عبد الملك بن مروان يلقب بالجرادة الصفراء، و كان موصوفا بالشجاعة و الاقدام و الرأي و الدهاء. ولي أرمينية و أذربيجان غير مرة، و إمرة العراقين و سار في مائة و عشرين ألفا و غزا القسطنطينية في خلافة سليمان أخيه. و روى عن عمر بن عبد العزيز، و هو مذكور في سنن أبي داود و كانت وفاته سنة احدى و عشرين و مائة.

و من الفوائد عنه‌

أنه لما حضر عمورية حصل له صداع فلم يركب في الحرب فقال أهل عمورية للمسلمين: ما بال أميركم لم يركب اليوم فقالوا: حصل له صداع، فأخرجوا لهم برنسا و قالوا ألبسوه إياه ليزول عنه ما يجد. فلبسه مسلمة فشفي، ففتقوه فلم يجدوا فيه شيئا ثم فتقوا أزراره فإذا فيه بطاقة مكتوب فيها هذه الآيات: بسم اللّه الرحمن الرحيم‌ ذََلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ [4] بسم اللّه الرحمن الرحيم‌ اَلْآنَ خَفَّفَ اَللََّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً [5] بسم اللّه الرحمن الرحيم‌ يُرِيدُ اَللََّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَ خُلِقَ اَلْإِنْسََانُ ضَعِيفاً [6] بسم اللّه الرحمن الرحيم


[1] رواه أحمد: 4/184.

[2] سورة القمر: الآية 7.

[3] أبو عطاء السندي.

[4] سورة البقرة: الآية 178.

[5] سورة الأنفال: الآية 66.

[6] سورة النساء: الآية 28.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست