بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ لَهُ مََا سَكَنَ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ[4] فقال المسلمون:
من أين لكم هذا و إنما أنزل على نبينا محمد صلى اللّه عليه و سلم؟قالوا: وجدناه منقوشا في حجر في كنيسة قبل أن يبعث نبيكم بسبعمائة عام. قال الحافظ ابن عساكر: و يكتب للصداع أيضا بسم اللّه الرحمن الرحيم كهيعص `ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيََّا `إِذْ نََادىََ رَبَّهُ نِدََاءً خَفِيًّا `قََالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ اَلْعَظْمُ مِنِّي وَ اِشْتَعَلَ اَلرَّأْسُ شَيْباً وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعََائِكَ رَبِّ شَقِيًّا[5]أَ لَمْ تَرَ إِلىََ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ اَلظِّلَّ وَ لَوْ شََاءَ لَجَعَلَهُ سََاكِناً[6]كهيعص[7] حم عسق[8] كم للّه من نعمة على كل عبد شاكر و غير شاكر. و كم للّه من نعمة في كل قلب خاشع و غير خاشع و كم للّه من نعمة في كل عرق ساكن و غير ساكن اذهب أيها الصداع بعز عز اللّه و بنور وجه اللّه وَ لَهُ مََا سَكَنَ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ[9] و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم، و صلى اللّه على سيدنا محمد خاتم النبيين و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين. قال: يكتب و يجعل على الرأس فإنه نافع. قلت: و هو عجيب مجرب. قال: و مما جرب أيضا للصداع أن تكتب هذه الأحرف الآتية على دف خشب و تدق فيه مسمارا على حرف بعد حرف إلى أن يكن الصداع، و تقرأ و أنت تدق وَ لَوْ شََاءَ لَجَعَلَهُ سََاكِناً[10]وَ لَهُ مََا سَكَنَ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ[11] و هي هذه الأحرف:
ا ح ا ك ك ح ع ح ا م ح. و ذكر لها خبرا اتفق لهارون الرشيد مع بعض ملوك الروم، و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في السوس شيء يتعلق بهذا. و الجراد إذا خرج من بيضه يقال له الدبى، فإذا طلعت أجنحته و كبرت فهو الغوغاء الواحدة غوغاءة و ذلك حين يموج بعضه في بعض، فإذا بدت فيه الألوان و اصفرت الذكور و اسودت الإناث سمي جرادا حينئذ و هو إذا أراد أن يبيض، التمس لبيضه المواضع الصلدة و الصخور الصلبة التي لا تعمل فيها المعاول، فيضربها بذنبه فتفرج له فيلقي بيضه في ذلك الصدع، فيكون له كالأفحوص و يكون حاضنا له و مربيا. و للجرادة ست أرجل: يدان في صدرها، و قائمتان في وسطها، و رجلان في مؤخرها، و طرفا رجليها منشاران.
و هو من الحيوان الذي ينقاد لرئيسه فيجتمع كالعسكر إذا ظعن أوله تتابع جميعه ظاعنا و إذا نزل أوله نزل جميعه. و لعابه سم ناقع للنبات، لا يقع على شيء إلا أهلكه. و في البخاري عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال [12] : «بينما أيوب عليه الصلاة و السلام يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه، فناداه اللّه تعالى: يا أيوب أ لم أكن