responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 192

و حللتموا قتل الأسارى و طالما # عدونا على الأسرى فنعفو و نصفح‌ [1]

و حسبكموا هذا التفاوت بيننا # و كل إناء بالذي فيه ينضح‌ [2]

و اسم الحيص بيص سعد بن محمد أبو الفوارس التميمي شاعر مشهور، و يعرف بابن الصيفي و لقب بالحيص بيص لأنه رأى الناس يوما في حركة مزعجة و أمر شديد، فقال: ما للناس في حيص بيص؟فبقي عليه هذا اللقب. و معنى هاتين الكلمتين الشدة و الاختلاط، و تفقه على مذهب الإمام الشافعي و غلب عليه الأدب و نظم الشعر و كان مجيدا فيه و كان إذا سئل عن عمره يقول: أنا أعيش في الدنيا مجازفة لأنه كان لا يحفظ مولده و توفي سنة أربع و سبعين و خمسمائة.

و من محاسن شعره:

يا طالب الرزق في الآفاق مجتهدا # أقصر عناك فإن الرزق مقسوم

الرزق يسعى إلى من ليس يطلبه # و طالب الرزق يسعى و هو محروم‌

و له أيضا:

يا طالب الطب من داء أصيب به # إن الطبيب الذي أبلاك بالداء

هو الطبيب الذي يرجى لعافية # لا من يذيب لك الترياق في الماء

و له أيضا:

إله عما استأثر اللّه به # أيها القلب ودع عنك الحرق

فقضاء اللّه لا يدفعه # حول محتال إذا الأمر سبق‌

و له أيضا:

أنفق و لا تخش إقلالا فقد قسمت # على العباد من الرحمن ارزاق

لا ينفع البخل مع دنيا مولية # و لا يضر مع الإقبال إنفاق‌

الأمثال: قالوا [3] : «أعز من مخ البعوض» و قالوا [4] : «كلفتني مخ البعوض» ، يضرب لمن يكلف الأمور الشاقة. «و أضعف من بعوضة [5] » .

فائدة:

قوله تعالى: إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مََا بَعُوضَةً فَمََا فَوْقَهََا [6] . قال الحسن و غيره: سبب نزولها أن الكفار أنكروا ضرب الأمثال، في غير هذه السورة بالذباب و العنكبوت، و قيل لما ضرب اللّه تعالى المثلين، في أول السورة للمنافقين، يعني قوله‌ [7] تعالى:

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ اَلَّذِي اِسْتَوْقَدَ نََاراً و قوله تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ اَلسَّمََاءِ [8] قالوا: و اللّه أجل و أعلى من أن يضرب الأمثال. فأنزل اللّه تعالى هذه الآية. قال الكسائي و أبو عبيدة و غيرهما:


[1] في الوفيات: «... نعف و نصفح.. » .

[2] «فحسبكم هذا... » .

[3] جمهرة الأمثال: 2/56.

[4] مجمع الأمثال: 2/147.

[5] جمهرة الأمثال: 2/8.

[6] سورة البقرة: الآية 26.

[7] سورة البقرة: الآية 17.

[8] سورة البقرة: الآية 19.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست