responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 191

مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دََاوُدَ وَ سُلَيْمََانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى‌ََ وَ هََارُونَ وَ كَذََلِكَ نَجْزِي اَلْمُحْسِنِينَ `وَ زَكَرِيََّا وَ يَحْيى‌ََ وَ عِيسى‌ََ وَ إِلْيََاسَ [1] ثم قال يحيى بن يعمر: فمن كان أبا عيسى و قد ألحقه اللّه بذرية إبراهيم؟و ما بين عيسى و إبراهيم أكثر مما بين الحسن و الحسين. و محمد صلوات اللّه عليه و سلامه.

فقال له الحجاج: ما أراك إلا قد خرجت، و أتيت بها مبينة واضحة، و اللّه لقد قرأتها و ما علمت بها قط، و هذا من الاستنباطات البديعة. ثم قال له الحجاج: أخبرني عني هل ألحن؟فسكت. فقال:

أقسمت عليك. فقال: أما إذ أقسمت علي أيها الأمير، فإنك ترفع ما يخفض و تخفض ما يرفع.

فقال: ذاك و اللّه اللحن السيئ. ثم كتب إلى قتيبة بن مسلم: إذا جاءك كتابي هذا فاجعل يحيى بن يعمر على قضائك و السلام. و قيل: إن الحجاج قال ليحيى: أسمعتني ألحن؟قال: في حرف واحد. قال: في أي؟قال: في القرآن. قال: ذلك أشنع ما هو!قال: تقول‌ قُلْ إِنْ كََانَ آبََاؤُكُمْ وَ أَبْنََاؤُكُمْ [2] إلى قوله: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ فتقرأها بالرفع. فقال له الحجاج: لا جرم تسمع لي لحنا. و ألحقه بخراسان. قال الشعبي: كان الحجاج لما طال عليه الكلام نسي ما ابتدأ به.

و ذكره ابن خلكان في ترجمة يحيى بن يعمر [3] ، و فيه بعض مخالفة. قلت: في كلام يحيى تصريح بأن الضمير في و من ذريته، يعود على إبراهيم و الذي في الكواشي و البغوي و غيرهما أن الضمير يعود إلى نوح، لأن اللّه تعالى ذكر من جملتهم يونس و لوطا فقال: وَ زَكَرِيََّا وَ يَحْيى‌ََ وَ عِيسى‌ََ وَ إِلْيََاسَ كُلٌّ مِنَ اَلصََّالِحِينَ `وَ إِسْمََاعِيلَ وَ اَلْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كلاًّ فَضَّلْنََا عَلَى اَلْعََالَمِينَ‌ [4] و يونس و لوط من ذرية نوح لا من ذرية إبراهيم، لكن استدلاله صحيح على القول الثاني أيضا. قال ابن خلكان: كان يحيى بن يعمر تابعيا عالما بالقرآن و النحو، و كان شيعيا من الشيعة الأول، يتشيع تشيعا حسنا، يقول بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لأحد من الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم. قال ابن خلكان: خطب أمير بالبصرة فقال: اتقوا اللّه فإنه من يتق اللّه فلا هوارة عليه.

فلم يدروا ما قال الأمير فسألوا أبا سعيد يحيى بن يعمر العدواني، فقال: الهوارة الضياع، كأنه قال من اتقى اللّه فلا ضياع عليه. و الهورات المهالك واحدها هورة. و حدث الأصمعي بهذا الحديث، فقال: إن الغريب لواسع، لم أسمع بهذا قط. و توفي يحيى بن يعمر سنة تسع و عشرين و مائة و يعمر بفتح الياء و الميم بينهما عين مهملة ساكنة و قيل بضم الميم و الأول أصح انتهى.

تتمة:

قال نصر اللّه بن يحيى، و كان من الثقات و أهل السنة: رأيت علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه في المنام، فقلت له: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين ما تم فقال لي: أ ما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا؟فقلت: لا. فقال: اسمعها منه. ثم انتبهت فبادرت إلى حيص بيص، فذكرت له الرؤيا فشهق و بكى و حلف باللّه لم تخرج من فمه و لا خطه إلى أحد و ما نظمها إلا في ليلته ثم أنشدني قوله‌ [5] :

ملكنا فكان العفو منا سجية # فلما ملكتم سال بالدم أبطح‌


[1] سورة الأنعام: الآية 84-85-86.

[2] سورة التوبة: الآية 24.

[3] وفيات الأعيان: 6/173.

[4] سورة الأنعام: الآية 85.

[5] الأبيات مع ترجمة حيص بيص: 2/365.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست