responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 99
وَتَوَقدتْ أنْفَاسُنا حتى لَقَدْ ... أشْفَقْتُ تحْترِقُ العَوَاذِلُ بَيْنَنا
قال ابن جني: وجه الإشفاق على العواذل، لئلا يرباهن، أو لئلا ينم احتؤاقهن على ما كان فيه من حرارة أنفاسهما، واحتدام موقفهما.
وقال الشيخ: أراد أشفقت أن تحترق، وحذف أن وأن وما بعدها في موضع نصب، فإن جعل الكلام تاما عند قوله،) أشفقت (جاز أن ينصب قوله أن تحترق على معنى المفعول من أجله، وأن جعل الكلام غير تام بقوله) أشفقت (فالمعنى معنى من، كأنه قال أشفقت من أن تحترق فلما حذف من وصل الفعل، كما عمل بعد حذف الخافض في قوله أمرتك الخير أي بالخير.
لا يَسْتَكِنُّ الرُّعْبُ بينَ ضُلُوعِهِ ... يَوْماً ولا الإحْسانُ أنْ لا يُحْسِنا
قال ابن جني: الإحسان هذا مصدر أحسنت الشيء إذا حذقته، وليس من الإحسان الذي هو الإنعام، وضده الإساءة، وإن كان معنياهما متقاربين يقول: فهو لا يحسن إلا بفعل الجميل.
وقال الشيخ:) يستكن (يستتر، وكل ما خفي فقد استكن قال زهير:
وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتكِنّةٍ ... فلا هو أبدَاها ولم يَتَقدَّمِ
فقيل: المستكنة الحاجة التي عزم عليها، وهو الوجه الصحيح، وقيل المستكنة قرحة تنبت في الجنب، فيجوز أن يكون شبه الحقد الذي معه بالقرحة التي تؤدي إلى الهلاك، يقول لا يدخل الرعب جسد هذا المذكور، وكذلك الإحسان لا يستكن في نيته؛ لأنه يظهره فيغيبه عن الإخفاء.
وقال ابن فورجة: ما أراد أبو الطيب إلا الإحسان الذي ضد الإساءة يقول: لا يستكن الإحسان حتى يحسن، أي لا يمكث حتى يفعله، فأقام يستكن مقام يمكث لتقارب معنييهما، هذا أسبق إلى الفهم والذي أتى به الشيخ أبو الفتح في غاية الجود.
وقال الأحسائي: يقال أحسنت كذا، أي فعلت مجود الفعلة، وفلان لا يحسن كذا، أي لا يجيده، فيقول: هو لا يحسن أن يترك الإحسان، كما لا يستقر الرعب في قلبه.
سَلَكَتْ تماثِيلَ لبقِبابِ الجنُّ مِنْ ... شَوْقٍ بها فأَدَرْنَ فِيكَ الأعْيُنا
قال ابن جني: ما أعلم أنه وصفت صحة صورة بأنها تكاد تنطق أحسن من هذا.
وقال الشيخ: يقول سلكت الجن تماثيل القباب إليك، وإنما فعلت ذلك لأن عادتها جرت بأنها لا تظهر للإنسان.
فَعَجِبْتُ حتى ما عَجِبْتُ من الظُّبى ... وَرَأيتُ حتى ما رَأيتُ مِنَ السَّنى
قال ابن جني: يقول فعجبت من كثرة السيوف، حتى زال عجبي وتجاوز ما عاينت فأخلدت إليه، ورأيت من الضوء وتألق الحديد ولمعانه ما خطف بصري، فلم أر نعه غيره.
وقال الشيخ: عجبت حتى لم يبق لي عجب إلا رأيته، ورأيت السنى حتى منعني نوره من الإبصار فلم أره.
فَطَنَ الفؤادُ لما أتَيتُ على النَّوَى ... وَلما تَركتُ مخَافَةً أنْ تَفْطُنا
قال ابن جني: أي قد عرفت ما كان مني من شكوك، والثناء عليك في حال غيبتك، ولم أتعرض لضد ذلك، لئلا ينمي إليك، أي فلو لم لأتركه إلا لهذا لتركته، وكان وشي إليه به، وكأنه مع هذا قد اعترف بتقصير كان منه، ألا تراه يقول بعد.
أضْحَى فِراقُكَ لي عَلَيْهِ عُقوبةً ... ليسَ الذّي قاسَيْتُ مِنْهُ هَينا
وقال الشيخ أبو العلاء: وصفه بالفطنة، وأنه يفطن لما يفعله، مخافة أن يعلم به، يقول: إن كنت أتيت شيئا وأنت غائب، فأنت عالم به، كأنه يقول: لم أزل أثني عليك في غيبتك وحضورك، وأنت عالم بذلك، وقوله) لما تركت مخافة أن تفطنا (وأراد ذم قوم فترك ذمهم، لأنه خشي أن يفطن لذلك الممدوح فيكرهه، وزعم أنه يفطن لما يفعله الشاعر، ولما لم يفعله مخافة أن يعلم به.
وقال الأحسائي: كان أبو الطيب قد تخلف عن بدر لما سار من طبرية إلى صور، وكان بدر مؤثرا لصحبته، فقال إنك فطن الفؤاد لما أتيته وأنت غائب ولما تركته أيضا، ولا يخفى عليك شيء من أمري، فيحتاج أحد أن يتشوف عندك بالوقيعة، ثم قال يكفيني عقوبة على تخلفي عنك فراقك، فليس الذي قاسيت منه هينا، فلا تزدني عقوبة بعتابك.
وَانْهَ المُشِيرَ عَلَيْكَ في بِضَلَّةٍ ... فالحُرُّ بأوْلادِ الزِنَا
قال ابن جني: كان الأعور بن كروس قد وشى به إلى بدر لما سار وتأخر عنه المتنبي، وجعل قبوله منه ضلة أي أن أطعته ضللت. يهدده بالهجاء.
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست