responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 100
وقال الشيخ: الضلة في هذا البيت مقصود بها المشير، أي هو ضال في مشورته وهذا أحسن من أن تجعل الضلة للممدوح، لأنه يجب أن يجل عن ذلك، والذي ذهب إليه الشيخ أبو الفتح يحتمله المعنى.
وإذا الفَتى طَرَحَ الكَلامَ مُعرَّضاً ... في مَجْلِسٍ أخَذَ الكلامَ اللَّذْعنَا
قال ابن جني: أراد اللذ في قول الشاعر:
اللَّذْ بأسفِلهِ صَحراءُ وَاسِعَةٌ ... واللَّذْ بأعلاه سَيْلٌ مَدَّهُ الجرُفُ
وقال الشيخ: يقال إن (اللذ عني (الكلام البين الذي ليس فيه مواراة، وهذه الكلمة في كتاب العين، ولم تأت في شعر قديم إلا إن تكون شاذة، قالوا أراد باللذ عني الذي عنى فسكن ذال الذي وحذف الياء.
ومن التي لأولها: سأفَاضِلُ النَّاسِ أغْرَاضٌ لِذَا الزَّمَنِ
حَوْلي بكُلّ مَكانٍ منهُمُ خِلَقٌ ... تُخْطِي إذا جِئتَ في اسْتفهَامِها بَمنِ
قال الشيخ: خفف همزة) تخطي (والمعنى يحتمل وجهين أحدهما أن يكون تخطي فيه ضمير عائد على الخلق، يريد أنهم إذا قيل للرجل منهم من أنت؟ لم يهتد للبيان في الجواب، وهذه مبالغة في الصفة بالجهل، والآخر أن يكون المعنى تخطي أيها الرجل إذا قلت لبعضهم من أنت، لأن من إنما تكون لمن يعقل، وهذه الخلق ليس لها عقول.
خُرَّابِ بَادِيةٍ غَرْثى بُطُونُهمُ ... مَكْنُ الذَّبابِ لُهم زَادٌ بلا ثَمَنِ
قال الشيخ: الخراب جمع خارب، وأصله الذي يسرق الإبل خاصة، ثم قيل لكل لص خارب قال الشيخ:
والخَارِبُ اللّصُّ يُحبُّ الخَارِبَا ... وتلكَ قُرْبَى مثلَ أَنْ تُناسِبَا
أنْ تُشْبِهَ الضَّرَائِبُ الضَّرَائِبا
غَضَّ الشَّبابِ بَعيدٌ فَجْرُ لَيلَتِه ... مُجَانِبُ العَينِ للفَحْشاءِ والوَسَنِ
قال الشيخ: يريد أنه شاب، وأنه مع ذلك ناسك، بعيد فجر ليلته، لأنه يتهجد ويقوم للصلاة، فيطول عليه الراقد لا يحس بطول الليل.
قَدْ صَيَّرَتْ أوَّلَ الدُّنيا أواخِرها ... آباؤهُ مِنْ مُغارِ العِلْمِ في قَرَنِ
قال ابن جني: هذا مثل ضربه أي قد ضبطوا العلم وقيدوا به الأحكام والشرائع.
ومن التي أولها:
قَدْ عَلَّمَ البَينُ مِنَّا البَيْنَ تجفَانا ... تدْمَى وألفَ في ذا القَلْبِ احَزانا
قال الشيخ: أراد أن تدمى فحذف، وقد فعل هذا في مواضع كثيرة، وإذا أضمرت فهي والفعل في موضع مفعول ثان لقوله منا البين، يقول لما بان أحبابنا علم نأيهم أجفاننا أن تتباين فلا تلتقي للرقاد.
وَلَوْ بَدَتْ لأتاهَتْهُمْ فَحَجَّبها ... صَوْنٌ عُقُولُهم مِنْ لَحْظِها صَانَا
قال الشيخ: يقول لو بدت هذه المرأة لاتاهت من ينظر إليها، أي حيرته، وزعم أن الصون حجبها عن عيونهم، فصان عقولهم من أن تذهب.
وقال ابن فورجة:) صون (فاعل) حجبها (وصان في القافية ضميره راجع إلى الصون يريد صون صان عقولهم من حظها، والمعنى أنها بدت لأتاهتهم بجمالها، فقام تيههم عنها وذهولهم عن تأملها مقام صيانتها، فكانت كأنها لم تبد ثم قال هذا الصون على هذه الصفة هو صون صان عقولهم عن لحظها، ولولا تيههم عنها وذهولهم برؤيتها، لأسلمت عقولهم للحظها، ولو تيههم عنها وذهولهم برؤيتها، لأسلمت عقولهم للحظها، وذهب بها، يريد عشقوها غرضا للحظها، وبعد فالبيت مدخول والمعنى معقد مرذول.
ذَاكَ المعُدُّ الذي تَقْنُو يَداه لنَا ... فَلَوْ أُصيبَ بِشَيء مِنْهُ عَزَّانا
قال الشيخ:) المعد (الذي يجعل الأشياء عدة للعافين، فهو يقنو المال ليعطيه من يسأله، فلو أصيب بشيء منه لعزى العافين به، لأنه لم يذهب منه وإنما ذهب من أيديهم.
ومن التي أولها: بِمَ التَّعَلُّلُ لا أهْلٌ ولا وَطَنُ
أُرِيدُ مِنْ زَمَنِي ذَا أنْ يُبَلغَنِي ... ما لَيْسَ يَبْلُغُهُ في نَفْسِهِ الزَّمنُ
قال الشيخ: جرى في هذا البيت على عادته في المبالغة، وجعل الزمان كأنه عاقل يريد لنفسه الخير.
وذهب أبو الفتح ابن جني إلى معنى حسن، وهو أن الزمان يختار أن يكون كله ربيعا لأنه زمان طيب، يظهر فيه من الزهر والرياض والريا الأريجة ما ليس يظهر في غيره من الأزمنة.
قال ابن فورجة: ويمكن أن يكون أراد أن يكون خصبا لا قحط فيه، ويكون كله البرد بين الغداة والعشي لا هاجرة فيه، أو صحوا لا غيم فيه.
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست