responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 101
تَحَملَّوا حَمَلَتْكُم كُلُّ تاجِيَةٍ ... فكُلُ بَينٍ عَلَيٍ اليَوْمَ مُؤتَمنُ
قال الشيخ: كأنه دعا لنفسه بأن يتحملوا عنه، وأن تحملهم النواجي من الإبل وهي السراع، وهذا ضد قوله:
لَيتَ الذي خَلقَ النَّوَى جَعلَ الحَصَى ... لَخِفافِهِنَّ مَفاصِلي وَعظَامِي
وذكر أن البين مؤتمن عليه، لأنه سال لا يلحقه من البين ضرر، ثم شرح ذلك بقوله:
ما في هَوادِجكُم مِن مُهَجَتِي غوضٌ ... إنْ مُتُّ شَوْقاً ولا فيها لَها ُضمَنُ
فَغادَرَ الهَجْرُ ما بَيْنِي وَبَينكُم ... يهَماءَ اكْذِبُ فيها العَينُ والأذُنُ
قال الشيخ:) اليهماء (الأرض التي لا يهتدى لها، كأنه يخبر الذين يخاطبهم أنه قد بعد عن بلادهم، فصار بينه وبينهم يهماء تكذب فيها العين والأذن، لأنها بعيدة الأرجاء فالعين لا يتبين فيها الشخص على حقيقته، كذلك الأذن ليس سمعها في هذه القفرة بالصحيح.
تَحْبُو الرَّواسِمُ مِنْ يعْدِ الرَّسِيم بها ... وتسأل الأرضَ عن أخْفَافِها الثفَنُ
قال الشيخ: يقال حبا البعير حبوا إذا عجز عن القيام فحبا وهو بارك، والرواسم نوق تسير الرسيم وهو ضرب من السير، والثفن جمع ثفنة وهو ما يصيب الأرض من البعير إذا برك، يقول قد ذهبت أخفاف هذه الإبل لطول السفر، فثناتها تقول للآرض ما فعلت أخفافي، أي أ، ثفاتها باشرت الأرض لأنها تحبو لضعفها.
ومن التي أولها: عَدُوُّكَ مَذْمُومٌ بِكُلَّ لِسانِ
برَغمِ شَبيبٍ فارَقَ السَّيفِ كَفُّهُ ... وكانَا على العِلاَّتِ يَصطَحِبانِ
قال الشيخ: شبيب العقيلي كان من قوم يعرفون بالمستأمنة، استأمنوه إلى سيف الدولة، وكانوا قبله مع القرامطة، وولي شبيب معرة النعمان دهرا طويلا، ثم سار إلى مصر وخرج على كافور، واجتمعت إليه طائفة، وهاجم بها دمشق ومعه عسكر، واختلف الناس في حديثه فقيل: إن امرأة ألقت عليه رحى يد فصرعته، فلما صرع انهزم العسكر، وقال قوم: إنه كان حدث به صرع من شرب النبيذ، وأنه عرض له في تلك الساعة، وكان كافور قد أعد عسكرا ليجهزه إليه فكفي بالإقبال مئونته.
كأنَّ رِقابَ النَاسِ قَالَتْ لسَيْفِهِ ... رَفيقُكَ قَيْسِيَ وأنْتَ يِمَانِي
قال الشيخ: في هذا البيت معنى حسن لطيف، وذلك أن الشاعر قال) كأن رقاب الناس قالت لسيفه: رفيقك من قيس عيلان (، وأنت منسوب إلى اليمن، فأفسدت بين شبيب وبين السيف، لأن عادة من ينسب إلى قيس عيلان أن يتعصب على اليمن.
ومَا كانَ إلاَّ النَّارَ في كُلَّ مَوْضِعٍ ... يُثيرُ غُباراً في مَكَانٍ دُخانِ
قال ابن جني: أخذه من قول الآخر:
ماوِيَّ يا رُبتَّما غارَةٍ ... شَعْوَاءَ ما للّذْعَةِ بالميسمِ
الميسم الحديدة التي يوسم بها، فإذا وقعت على وبر الإبل دخنت، فأشبه الغبار إلا أن المتنبي فسره ولخصه وأظهره، وقد جمعوا دخانا على دخان، قال الضميري القستري:
وَجَرداءَ مِنْ نَاءِ الجيادِ كأنّها ... عِقَابٌ زَهَتْها الريحُ يومَ دُخانِ
قال الشيخ: المعروف أن أصحاب النقل يقولون: جمع دخان دواخن، وهذه العبارة فيها تسامح، لأن فواعل ليس جمعا لفعال، وإنما حقيقة فواعل أنه جمع داخن أو داخنة.
قال الشاعر:
كأنَّ غُبارَها في كُلَّ شُهبٍ ... دَواخِنُ تَنضَبٍ صَادفنَ ريحا
وقوله إن جمع دخان دخان غير معروف، لأن فعال لا يجمع على فعال، وليس بالشاعر ضرورة أن يجمع دخانا في البيت الذي استشهد به، لأنه إذا ضم الدال لم يتغير الوزن والدخان يقع على القليل والكثير، فلذلك لم يحتج إلى جمعه، وينبغي أن يكون أقل العدد أدخنة، وقد جمع الأخطل الأدخنة فقال:
صُفْرُ اللّجِى مِن وَقُودِ الأَدْخِنَاتِ إذا ... رَدَّ الحِلاَبَ وَكَفَّ الحَالِبَ القِروُ
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست