responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 98
فاَذهَبْ لَحِاجَتِكَ التي طَالَبتَها ... والحَقْ بأَهلِكَ في جَنُوبِ أرَابِ
ويقال إن هذه الأبيات ما أنشدها ملك قط إلا اتعظ.
وعلى الدُّرُوبِ وفي الرُّجوعِ غضَاضَةٌ ... وَالسَّيرُ مْمتَنعٌ مِنَ الإمكانِ
والطُّرْقُ ضَيَّقَةُ المَسالِكِ بالقَنا ... والكفْرُ مُجْتَمِعٌ عَلى الإيكانِ
نَظَرُوا إلى زُبَرِ الحَدِيدِ كأنَّما ... يَصْعَدْنَ بَينَ مَناكِبِ العِقْبانِ
قال ابن جني: سألته عن هذا فقال: معناه وكان الذي ذكرته على الدروب أيضا.
وقال الشيخ:) وعلى الدروب (ابتداء كلام لم يتم إلا بقوله: نظروا إلى آخر البيت وليس في شعر أبي الطيب من هذا الجنس شيء، لأنه علق أول كلمة في البيت بآخر كلمة في البيت الثالث، وزبر الحديد قطعه، شبه الدارعين بزبر الحديد، وشبه خيلهم بالعقبان، فكأنها تحمل الزبر على المناكب.
وقال ابن فورجة: إنما يريد في مقامنا على الدروب غضاضة، وفي رجوعنا غضاضة، والخطاب يدل السامع على أنه يريد في مقامنا على الدروب غضاضة وهذا كما تقول للجالس على التراب: جلوسك على التراب قبيح أو غير جميل.
حُرِمُوا الَّذِي أمَلُوا وأدْرَكَ منهُم ... آمالَهُ مَنْ عَاذَ بالحِرْمانِ
قال ابن جني: أي حرموا الظفر بك، وأدرك آماله منهم من سلم منك، لأنه حينئذ أمل النجاة، فرجع بما أمله منها، وإن كان قد حرم ما كان أمله قديما من الظفر بك.
ومن بيتين:
كَتَمْتُ حُبَّكِ حتى مِنْكِ تَكْرِمَةً ... ثم اسْتَوَى فِيكِ إسْرارِي وإعْلانِي
كَأنَّهُ زادَ حتى فَاضَ مِنْ حَسَدِي ... فَصَارَ سُقْمِي بِهِ في جِسمِ كِتمَاني
قال ابن جني:) كأنه (أي كأن الكتمان، فأضمره وإن لم يجر ذكره، لأنه إذا قال كتمت دل على الكتمان، وما علمت أحدا ذكر استتار سقمه، وأن الكتمان أخفاه غير هذا الرجل.
وقال الشيخ: يقول إنه كتم حبه حتى عن محبوبه، ثم غلبه الأمر فاستوى إسراره وإعلانه، والهاء في كأنه عائدة على الحب، فصار السقم الذي كان بي في جسم كتماني، أي أن كتماني ذاب وضعف حتى صار يشبهني في السقم، فأنا أخفى عن الناظر.
وقال ابن فورجة: يعني أني تكرمت بكتمان حبك، حتى كتكته منك أيضا ثم استوى سري وعلني في الكتمان لا في العلن، يدل على ذلك معنى البيت الثاني، وليس المصراع الثاني يناقض الأول، فقد يظن ظان أنه يعني أني كتمت ثم أعلنت، وليس كذلك يدلك عليه قوله) كأنه زاد حتى فاض من جسدي (يريد الكتمان، فإذا زاد الكتمان فكيف يكون معناه أني أظهرت فإن قيل إنما ضمير) زاد (للحب، قلنا فما نصنع بقوله) فصار سقمي به في جسم كتماني (يريد فصار سقمي مكتتما، كأنه في وعاء من كتمان، وكأنه يقول كأن كتماني في جسمي، فصار جسمي في كتماني فافهمه.
ومن التي أولها:
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلاَم الألسُنا ... وَألَذُّ شَكَوى عاشِقٍ ما أعْلَنا
قال الشيخ: الألسن جمع لسان إذا كان مؤنثا، فإذا كان مذكرا فجمعه ألسنة، أثبت في المصراع الأول أن الحب هو الذي يمنع الألسن من الكلام، ومنعه إياها يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون يبلغ المحب إلى حال لا يستطيع معها الكلام، والآخر: أن المحب يجب عليه كتمان ما هو فيه، لأن ذلك أجمل بمن يحب وهذا الوجه أشبه من الأول، لأن بقية البيت دال عليه، وهو قوله:) وألذ شكوى عاشق ما أعلنا (فهو ضد لما يجب عليه أن يفعله، وهو الكتمان.
وقال ابن فورجة: سمعت قوما ينشدون) الألسنا (بفتح السين، وليس ذلك بممتنع) وما (بمعنى الذي، يقول الحب الصادق ما يمنع الكلام الألسن تحيرا وتبلدا، كما يقول: البغض ما يمنعك النظر إلى صاحبك البغض الصادق والشديد وإن قال قائل) ما (بمعنى النفي، ويكون معناه الحب لم يمنعك الشكوى، لم يكن ذلك ممتنعا، والمعنى أن شكوى الحب مما يستلذ، فإذا بلغ من شدة الحب إلا ينطق فهو من النهاية، وهذا معنى قول القائل:
ومَا هُوَ إلاَّ أنْ أرَاها فُجاءَةً ... فأبهَتَ حتى لا أكادُ أُبِينُ
فمن روى الألسن كان ذلك من المبالغة، ومعنى المصراع الثاني ما قاله ابن الجهم: وقَلَّما يَطِيبُ الهَوى إلا لُمنْهَتِكِ السَّتْرِ أو قول أبي نواس: ولا خَيرَ في اللَّذَاتِ مِنْ دِونِها سِتْرُ
نام کتاب : تفسير ابيات المعاني من شعر ابي الطيب المتنبي نویسنده : المعري، أبو مرشد    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست