نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 137
الباب الثّالث والعشرون
باب المصدر
[علّة انتصاب المصدر]
إن قال قائل :
لم كان المصدر منصوبا؟ قيل : لوقوع الفعل عليه ؛ وهو المفعول المطلق.
[اشتقاق الفعل من المصدر أو العكس وخلافهم في ذلك]
فإن قيل : هل
الفعل مشتقّ من المصدر ، أو المصدر مشتقّ من الفعل؟
قيل : اختلف
النّحويّون في ذلك ؛ فذهب البصريّون إلى أنّ الفعل مشتقّ من المصدر ، واستدلّوا
على ذلك من سبعة أوجه :
[أدلّة البصريّين في كون الفعل مشتقّ من المصدر]
الوجه الأوّل :
أنّه يسمّى مصدرا ؛ والمصدر هو الموضع الذي تصدر عنه الإبل ؛ فلمّا سمّي مصدرا ؛
دلّ على أنّه قد صدر عنه الفعل.
والوجه الثّاني
: أنّ المصدر يدلّ على زمان مطلق ؛ والفعل يدلّ على زمان معيّن ، فكما [١] أنّ المطلق أصل للمقيّد ، فكذلك المصدر أصل للفعل.
والوجه الثّالث
: أنّ الفعل يدلّ على شيئين ؛ والمصدر يدلّ على شيء واحد ، قبل الاثنين ؛ فكذلك
يجب أن يكون المصدر قبل الفعل.
والوجه الرّابع
: أنّ المصدر اسم ، وهو يستغني عن الفعل ، والفعل لا بدّ له من الاسم ، وما يكون
مفتقرا إلى غيره ، ولا يقوم بنفسه ، أولى بأن يكون فرعا ، ممّا لا يكون مفتقرا إلى
غيره.
والوجه الخامس
: أنّ المصدر لو كان مشتقّا من الفعل ؛ لوجب أن يدلّ على ما في الفعل من الحدث
والزّمان ومعنى ثالث ، كما دلّت أسماء الفاعلين