نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 136
ضمير المنصوب المنفصل ، فلا [١] يجوز أن يقع الفعل قبله ؛ لأنّك لو أتيت به قبله ؛ لم
يجز أن تأتي به بلفظه ؛ لأنّك تقدر على ضمير المنصوب المتّصل ؛ وهو الكاف ، ألا
ترى أنّك لو قلت : «ضربت إيّاك» لم يجز؟ لأنّك تقدر على أن تقول : «ضربتك» ؛ فأمّا
قول الشّاعر [٢] : [الرّجز]
إليك حتّى بلغت إيّاكا
فشاذّ ، لا
يقاس عليه.
[علّة عدم استعمال الفعل مع إيّاك]
فإن قيل : فلم
لم يستعملوا لفظ الفعل مع «إيّاك» كما استعملوه [٣] مع غيره؟ قيل : إنّما خصّت «إيّاك» بهذا ؛ [٤] لأنّها لا تكون إلّا في موضع نصب ؛ لأنّها ضمير المنصوب
المنفصل ، فصارت [٥] بنية لفظه ، تدلّ على كونه مفعولا ، فلم يستعملوا معه
لفظ الفعل ، بخلاف غيره من الأسماء ؛ فإنّه يجوز أن يقع مرفوعا ، ومنصوبا ،
ومجرورا ، إذ ليس في بنية لفظه ما يدلّ على كونه مفعولا ، فاستعملوا معه لفظ الفعل
؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
[٢]الشّاعر هو :
حميد الأرقط ، وهو حميد بن مالك بن ربعي ، من تميم ؛ وقيل من ربيعة ؛ لقّب بالأرقط
لآثار كانت في وجهه ؛ وهو شاعر إسلاميّ من شعراء الدّولة الأمويّة ، وكان معاصرا
للحجّاج. معجم الأدباء ١١ / ١٤ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٩٥.
موطن الشّاهد : (إيّاك).
وجه الاستشهاد : وضع «إيّاك» موضع «الكاف»
ضرورة ؛ وذلك شاذّ ، ولا يقاس عليه كما جاء في المتن.
[٣] في (ط) يستعملوه
، وهو سهو من النّاسخ ، أو الطّابع.