نام کتاب : أسرار العربيّة نویسنده : ابن الأنباري جلد : 1 صفحه : 138
والمفعولين على الحدث ، وعلى ذات الفاعل ، والمفعول به ، فلمّا لم يكن
المصدر كذلك ؛ دلّ على أنّه ليس مشتقّا من الفعل.
والوجه السّادس
: أنّ المصدر لو كان مشتقّا من الفعل ؛ لوجب أن يجري على سنن واحد ، ولم يختلف ،
كما لم تختلف أسماء الفاعلين والمفعولين ؛ فلمّا اختلف المصدر اختلاف سائر الأجناس
؛ دلّ على أنّ الفعل مشتقّ منه.
والوجه السّابع
: أنّ الفعل يتضمّن المصدر ، والمصدر لا يتضمّن الفعل ، ألا ترى أنّ «ضرب» يدلّ
على ما يدلّ عليه «الضّرب» و «الضّرب» لا يدلّ على ما يدلّ عليه «ضرب» [١] وإذا كان كذلك ؛ دلّ على أنّ المصدر أصل ، والفعل فرع /
عليه / [٢] ، وصار هذا كما نقول في الأواني المصوغة من الفضّة ؛
فإنّها فرع عليها ، ومأخوذة منها ؛ وفيها زيادة ليست في الفضّة ، فدلّ على أنّ
الفعل مأخوذ من المصدر ، كما كانت الأواني مأخوذة من الفضّة.
[أدلّة الكوفيّين في كون المصدر مأخوذ من الفعل]
وأمّا
الكوفيّون فذهبوا إلى أنّ المصدر مأخوذ من الفعل ، واستدلّوا على ذلك من ثلاثة
أوجه : / الوجه / [٣] الأوّل : أنّ المصدر يعتلّ لاعتلال [٤] الفعل ، ويصحّ لصحّته ؛ تقول : «قمت قياما» فيعتلّ
المصدر لاعتلال الفعل ، وتقول : «قاوم قواما» فيصحّ المصدر لصحّة الفعل ؛ فدلّ على
أنّه فرع عليه.
والوجه الثّاني
: أنّ الفعل يعمل في المصدر ، ولا شكّ أنّ رتبة العامل قبل رتبة المعمول.
والوجه الثّالث
: أنّ المصدر يذكر توكيدا للفعل ، ولا شكّ أنّ رتبة المؤكّد قبل رتبة المؤكّد ؛
فدلّ على أنّ المصدر مأخوذ من الفعل.
[تفنيد مزاعم الكوفيّين]
والصّحيح : ما
ذهب إليه البصريّون ، وأمّا [٥] ما استدلّ به الكوفيّون ففاسد. أمّا قولهم : إنّه يصحّ
لصحّة الفعل ، ويعتلّ لاعتلاله ؛ فنقول : إنّما صحّ لصحّته ، واعتلّ لاعتلاله ،
طلبا للتّشاكل ؛ ليجري الباب على سنن واحد ؛