سأستعدي على الفاروق ربّا، * * * له عمد الحجيج إلى بساق
و أدعو اللّه، محتسبا عليه، * * * ببطن الأخشبين إلى دفاق
إن الفاروق لم يردد كلابا * * * على شيخين، هامهما زواق
فبكى عمر و كتب إلى أبي موسى الأشعري في ردّ كلاب إلى المدينة، فلما قدم دخل عليه فقال له عمر: ما بلغ من برّك بأبيك؟ فقال: كنت أوثره و أكفيه أمره، و كنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبنا إلى أغزر ناقة في إبله، فأسمّنها و أريحها و أتركها حتى تستقرّ، ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم أحتلب له فأسقيه. فبعث عمر إلى أبيه فجاءه، فدخل عليه و هو يتهادى و قد انحنى، فقال له: كيف أنت يا أبا كلاب؟ فقال: كما ترى يا أمير المؤمنين. فقال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم، كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة و أضمه ضمة قبل أن أموت. فبكى عمر و قال: ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء اللّه تعالى. ثم أمر كلابا أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل و يبعث بلبنها إليه، ففعل، و ناوله عمر الإناء و قال: اشرب هذا يا أبا كلاب! فأخذه، فلما أدناه من فمه قال: و اللّه يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب! فبكى عمر و قال: هذا كلاب عندك حاضر و قد جئناك به. فوثب إلى ابنه و ضمه إليه و قبّله، فجعل عمر و الحاضرون يبكون، و قالوا لكلاب: الزم أبويك، فلم يزل مقيما عندهما إلى أن مات. و هذا الخبر و إن كان لا تعلّق له بالبلدان فإني كتبته استحسانا له و تبعا لشعره .. و في خبر إسلام «المغيرة بن شعبة» عند عودته من مصر بعد زيارة المقوقس، فلما كنا «ببساق» .. و لعلها هذه، أو هي «بشاق» الآتية. و الأقرب أن تكون بساق بين المدينة و الجار في طريق الذاهبين و الآيبين من مصر، و لأن المغيرة قتل رفقاءه حين العودة من مصر، و اتجه نحو المدينة و أسلم. انظر قصته في: طبقات ابن سعد 4/ 285.
بشاق: بفتح الباء ثم شين معجمة و ألف وقاف:
قرية في مصر و في الحديث: دخل إبليس العراق فقضى حاجته، ثم دخل الشام فطردوه حتى دخل بشاق، ثم دخل مصر، فباض فيها و فرّخ قالوا: كان هذا في فتنة عثمان، و هو إشارة إلى عبد اللّه بن سبأ.
البصرة:
مدينة في العراق.
بصرى:
جاء ذكرها في خبر رسول اللّه و خروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام، و بها راهب يقال له: بحيرى. و كانت بصرى
نام کتاب : المعالم الأثيرة في السنة و السيرة نویسنده : حميد الله، محمد جلد : 1 صفحه : 48