responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 606

إليه‌ [1] [156 أ] عن المسلمين و معرتهم و كيدهم.

و قد جاء في الحديث: تاركوا الترك ما تاركوكم.

و جاء عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فيها ما لا أعلم أنه جاء مثله في شي‌ء من البلاد إلّا في الحرمين في الأرض المقدسة.

و قال: الترك أشدّ العدو بأسا و أغلظهم أكبادا.

و روي عن بريدة أنه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): يا بريدة، إنه ستبعث من بعدي بعوث. فإذا بعثت فكن في بعث المشرق، ثم كن في بعث خراسان. ثم كن في أرض يقال لها مرو. فإذا أتيتها فانزل مدينتها. فإنه بناها ذو القرنين و صلى فيها عزير. أنهارها تجري عليها بالبركة، على كل نقب‌ [2] منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة.

فقدمها بريدة و مات بها.

و قد جهد الطاعن على أهل خراسان أن يدعي عليهم البخل و دقة النظر و يشنع بمثل قول ثمامة [3]: إن الديك في كل بلد يلفظ ما يأكله في فمه للدجاجة بعد ما قد حصل، إلّا ديكة مرو فإنها تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحبّ.

و هذا كذب بيّن ظاهر للعيان لا يقدم على مثله إلّا الوقّاع البهّات الذي لا يتوقى الفضوح و العار. و ما ديكة مرو إلّا كالديكة في جميع الأرض. و لأهل خراسان أجواد مبذرون لا يجارون و لا يبلغ شأوهم، منهم: البرامكة لا نعلم أن أحدا قرب من السلطان قربهم فأعطى عطاءهم و صنع صنعهم و اعتقد بيوت الأموال‌


[1] كذا في الأصل و لعلها: الهم.

[2] في المختصر: نهر.

[3] ذم ثمامة بن أشرس هذا لأهل مرو في الحيوان 2: 149. و هو من كبار المعتزلة كان له اتصال بالرشيد ثم بالمأمون و كان ذا نوادر و ملح. قال الجاحظ في شأنه: «ما علمت أنه كان في زمانه قروي و لا بلدي كان قد بلغ من حسن الإفهام مع قلة عدد الحروف و لا من سهولة المخرج مع السلامة من التكلف ما كان بلغه. و كان لفظه في وزن إشارته و معناه في طبقة لفظه، و لم يكن لفظه إلى سمعك بأسرع من معناه إلى قلبك» البيان و التبيين 1: 61. و عن ثمامة انظر ميزان الاعتدال 1: 372.

نام کتاب : البلدان لابن الفقيه نویسنده : ابن الفقيه، أحمد بن محمد    جلد : 1  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست