الناس و سلخ كتاب الجيهاني. و كتاب ذكر الشعراء المحدثين و البلغاء منهم و المفحمين» [1].
لقد لاحظ العالم كراتشكو فسكي منذ وقت مبكر تهافت قول ابن النديم بأن ابن الفقيه سلخ كتاب الجيهاني المعروف بالمسالك و الممالك فقال:
«يجب أن نأخذ بعين الحذر و الارتياب قول صاحب (الفهرست) أن ابن الفقيه قد (سلخ) كتاب الجيهاني. حقا إن الطابع النقلي لكتاب ابن الفقيه ليس في الوسع إنكاره، و لكن كتابه يرجع تأليفه إلى ما قبل عام 290 ه أي قبل أن يخرج الجيهاني إلى عالم الوجود» [2].
و مع ذلك تواصلت الهجمات على ابن الفقيه و اتهامه بسلخ كتاب الجيهاني.
فنقل ياقوت نفس ما قاله ابن النديم [3]. و قفى على آثاره المستشرق رينو فادعى أن ابن الفقيه قد اختصر كتاب الجيهاني و أضاف «إن اختصار الكتاب ربما كان هو السبب في إهمال شأنه» [4] و استخدم المرحوم العلامة مصطفى جواد ألفاظا أقسى حين ذكر كتاب الجيهاني المسالك و الممالك و قال «و هو الكتاب الذي سلبه ابن الفقيه الهمداني و سرقه» [5].
[1] الفهرست 171. و لابن الفقيه كتاب آخر ذكره هو في كتابه البلدان فقال بعد أن انتهى من أخبار خالد بن سنان: «و قد ذكرنا أخباره في كتاب العجائب» (129 ب).
[2] تاريخ الأدب الجغرافي العربي 1: 222. و لقد كان الجيهاني في الوجود آنذاك و يبدو أن كراتشكو فسكي قد التبس عليه الأمر فخلط بينه و بين جيهاني آخر. فالمعروف أن الجيهاني و هو أبو عبد اللّه محمد بن أحمد قد تولى الوزارة لنصر بن أحمد الساماني منذ عام 301 ه. أما الأستاذ بروكلمان (4: 244) فقد ذهب إلى أنه «أحمد بن محمد بن نصر الجيهاني وزير نصر بن أحمد بن نصر الساماني (261- 279 ه-) و أن الكتاب كتب في بخارى بين سنتي 279 و 295 ه-.
[4] الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري 2: 9 تعليق للأستاذ خدابخش.
[5] محاضرة في المهرجان الألفي لابن سينا. (كتاب المهرجان ص 256). و قال إن مؤلف الكتاب هو أبو عبد اللّه أحمد بن محمد الجيهاني وزير الأمير السديد منصور بن نوح ثم وزير