لا تمنع العين من دمع تجود به* * * في دار سعدى و لكن خلّها تكف
أشكوا إلى الله يا سعدى جوى كبد* * * حرّى عليك متى ما تذكري تجف
أهيم وجدا بسعدى و هي تصرمني* * * هذا لعمرك شكل غير مؤتلف
أما أنالك أن تنهاك تجربة* * * عنها و ما كان من وعد و من خلف
دع عنك سعدى فسعدى عنك نازحة* * * و اكفف هواك و عدّ القول في لطف
ما ان أرى الناس في سهل و لا جبل* * * أصفى هواء و لا أغدى من النجف
كأنّ تربته مسك يفوح به* * * أو عنبر دافه العطار في الصدف
حفّت ببرّ و بحر من جوانبها* * * فالبرّ في طرف و البحر في طرف
و بين ذاك بساتين يسيح بها* * * نهر يجيش بجاري سيله القصف
و ما يزال نسيم من أيامنه* * * يأتيك منه بريّا روضة أنف
تلقاك منه قبيل الصبح رائحة* * * تشفي السقيم إذا أشفى على التلف
لو حلّه مدنف يرجو الشفاء به* * * إذا شفاه من الأسقام و الدنف
[74 أ]
يؤتى الخليفة منه كلّما طلعت* * * شمس النهار بأنواع من التحف
الصيد منه قريب إن هممت به* * * يأتيك مؤتلفا في زيّ مختلف
من كلّ أقرن ممشوق قوائمه* * * و كلّ مخرجه (؟) مشقوقة الظلف
و طير ماء و درّاج يساوره* * * بأن يغلّقه في جوّ مختطف (؟)
فيا له منزلا طابت مساكنه* * * بخير من حاز بيت العز و الشرف
خليفة واثق بالله همّته* * * تقوى الإله بحقّ اللّه معترف
ساس البرية فانقادت لطاعته* * * طوعا بلا خرق منه و لا عنف
أقام فيهم قناة العدل فانتصبت* * * و سار فيهم بلا ميل و لا جنف
و قال الحسين بن الضحاك في سرمرى من شعر طويل: