رحلنا غرابيب زيّافة* * * بدجلة في موجها الملتطم
سوانح أيقنّ أن لا قرار* * * دون مباركة المعتصم
فلمّا دفعن لقاطولها* * * و دهم قراقيرها تصطدم
سكنّ إلى خير مسكونة* * * تقسمها راغب من أمم
مباركة شاد بنيانها* * * بخير المواطن خير الأمم
كأنّ بها نشر كافوره* * * لبرد ثراها و طيب النسم
كظهر الأديم إذا ما السحاب* * * صاب متنها و انسجم
مبرأة من و حول الشتاء* * * إذا بجره و انتظم (؟)
فما ان يزلّ بها راجل* * * بغيث سماء و لا يرتطم
يمرّ على رسله آمنا* * * نقيّ الشراك نقيّ القدم
بجرعاء لا صيفها ساطع* * * بنقع و لا آخذ بالكظم
تخرّق في برّها بحرها* * * فأجدف جوادنها بالسلم
فللضبّ و النون في بطنها* * * جوار و مرتبع للنعم
إذا ما الربيع بأنوائه* * * كساها زخارف ممّا نجم
و عمّم أعلامها زهره* * * و جلّل قيعانها و الأكم
غدوت على الوحش منظومة* * * رواتع في نورها المنتظم
و رحت عليها و أسرابها* * * شوارع في غدرها تزدحم
كأنّ شوادن غزلانها* * * نجوم بأكنافها تبتسم
فلا أين عن وطن خصّه* * * عقيد السماح و أسّ الكرم
و قال فيها أيضا [74 ب]:
كلّ البلاد لسرّمرّى شاهد* * * أنّ المصيف بها كفصل سواها
فيحاء طاب مقيلها و مبيتها* * * و غدوّها و رواحها و ضحاها