[71 ب] فإذا ما أعاذ ربي بلادا* * * من عذاب كبعض ما قد أعاذا
خربت عاجلا كما خرّب اللّه* * * بأعمال أهلها كلواذى
و قال محبوب بن أبي العشنّط النهشلي:
لروضة من رياض أو طرف* * * من القرنة جرد غير محروث
يفوح منه إذا مجّ الندى أرج* * * يشفي الصداع و يشفي. كلّ ممغوث
أملا و أحلى لعيني إن مررت به* * * من كرخ بغداد ذي الرمّان و التوث
الليل نصفان: نصف للهموم فما* * * أقضي الرقاد. و نصف للبراغيث
أبيت حين تساميني أوائلها* * * أنزو و أخلط تسبيحا بتغويث
سود مداليج في الظلماء مؤذية* * * و ليس ملتمس منها بمشبوث
و قال بعض الكلابيين- و كان ببغداد فآذته البراغيث-:
أصبحت سالمت البراغيث بعد ما* * * مضت ليلة مني و قلّ رقودها
فيما ليت شعري هل ازورنّ بلدة* * * قليل بها أوباشها و عبيدها
و هل اسمعنّ الدهر أصوات ضمّر* * * تطالع بالركبان صعرا خدودها
تراطن حولي كلّما ذرّ شارق* * * ببغداد أنباط القرى و عبيدها
و هل أرينّ الدهر نارا بأرضها* * * بنفسي و أهلي أرضها و وقودها
قال عياش بن باغان الرقي: مبتدأ دجلة من تحت حصن في جبل بآمد و عرضها عند منبعها أقل من عشرة أذرع، ثم تمر بجبال السلسلة. و في جبال السلسلة عيون كثيرة يصب في دجلة ثم تخالطها أنهار عظيمة منها الخابور و الزرم و غيرهما من الأنهار. ثم تصب إلى جزيرة ابن عمر التغلبي. و تخالطها أيضا أنهار كبار من نواحي [72 أ] أرمينية ثم تصير إلى بلد ثم إلى الموصل. فإذا أجازت الموصل بسبعة فراسخ، صب إليها الزاب الكبير. و من تل فافان تحمل فيها السفن