و الأطواف. فإذا بلغت السنّ، صب إليها الزاب الصغير. ثم تخالطها ببغداد أنهار من الفرات منها الصراة و نهر عيسى و غيرهما حتى تصير إلى البطائح.
و روي عن كعب أنه قال: النيل نهر العسل في الجنة، و دجلة نهر اللبن و الفرات نهر الخمر، و سيحان نهر الماء و هي التي ذكرها اللّه في القرآن.
و قال أحمد بن محمد الحاسب [1]: أمر المتوكل بتسهيل أبواب دجلة من الموصل إلى بغداد و قلع الحجارة التي في الطريق لها الأبواب. فقيل له: يا أمير المؤمنين! إن عمك المأمون قد كان أمر بمثل ما أمرت فقيل له ان اللّه جلّ و عز إنما جعل هذه الصخور و في هذه المواضع. و ان كان فيها بعض الضرر على المجتازين لما في ذلك من الصلاح لعباده و عمارة بلاده من جهة معايشهم. و ذلك انها ترد حمية الماء عن حافتي دجلة. و مقامها مقام الشكور. و يحتاج إليها أيضا لينضمّ الماء و لا يتفرق فيحمل على الأنهار. و لولا هذه الحجارة لفقر الماء دجلة حتى تخطّ و أضر ذلك بالناس و بطلت العمارة. فأمسك عما كان همّ به.
قال: و بأسفل واسط تسكن جرية دجلة و تخف. و هناك تأخذ منها أنهار كسكر و نواحيها. فأما ما يأخذ منها و يسقي الجانب الشرقي، فالقناتان الشتوية و الصيفية و هما اللتان عملهما المتوكل لسرمرى كانتا تدخلان المسجد الجامع و تتخللان شوارع سامرا. ثم النهر الذي قدّره أيضا و عمل على أن يدخل الخير فلم يتم. و قد كان أنفق عليه سبعمائة ألف دينار. و كان السبب في أنه لم يتم، ان المتوكل قتل قبل الفراغ منه. و قد حاول المنتصر أن يتمه، فلقصر أيامه لم يستو ذلك.
ثم القاطول الكسروي يسقي [72 ب] النهروان و عليه شاذروان فوقه يسقي رستاق بين النهرين من طسوج بزرجسابور. ثم القاطول المعروف بأبي الجند، يأخذ من دجلة و يصب أسفل الشاذروان الذي أحدثه الرشيد عند عمله ذلك
[1] أحمد بن محمد الحاسب القرصاني (انظر عنه ابن خلكان 3: 112، 114) حيث ذكر أن عمله هذا قد تمّ عام 247 ه.