responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفه الطالبين في ترجمه الإمام النووي نویسنده : ابن العطار    جلد : 1  صفحه : 3
قال المؤلف - رضي الله عنه - قال لي شيخي يحيى بن شرف الننوي رضي الله عنه: كنت مريضا بالمدرسة الرواحية فبينما أنا في بعض الليالي في الصفة الشرقية وفيها والدي وأخوتي وجماعة من أقاربي - نائمون إلى جانبي، إذ نشطني الله وعافاني من ألمي، فاشتاقت نفسي للذكر، فجعلت أسبح، فبينما أنا كذلك بين الجهر والاسرار اذ شيخ حسن الصورة جميل المنظر فتوضأ على حافة البركة، وقت نصف الليل أو قريباً منه، فلما فرغ من وضوئه أتاني وقال -: يا ولدي لا تذكر الله تعالى وتشوش على والدك وأخوتك وأهلك ومن في هذه المدرسة. فقلت: يا شيخ من أنت؟ قال: أنا ناصح لك، ودعني أكون من كنت، فوقع في نفسي أنه إبليس، فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ورفعت صوتي بالتسبيح فأعرض ومشى إلى ناحية باب المدرسة، فانتبة والدي والجماعة على صوتي، فقمت إلى باب المدرسة، فوجدته مغلقاً، وفتشتها فلم أجد فيها أحداً غير من كان فيها. فقال والدي: ما خبرك؟ فأخبرته الخبر فجعلوا يتعجبون، وقعدنا كلنا نسبح ونذكر، أعاذنا الله من شره ومكره.
فصل في ذكر شيوخه في الفقه رضي الله عنه
واذكرهم مسلسلاً مني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أنا فقرأت عليه الفقه تصحيحا وعرضاًً وشرحاً وضبطا، خاصاً وعاماً.
وعلم الحديث مختصره وغيره، تصحيحاً وضبطاً، وشرحاً وبحثاً وتعليقاً، خاصاً وعاماً، وكان - رحمه الله - رفيقاِ بي شفيقاً على، لا يمكن أحداً من خدمته غيري، على جهد مني في طلب ذلك منه، مع مراقبته لي - رضي الله عنه - في حركاتي وسكناتي، ولطفه بي في جميع ذلك، وتواضعه معي في جميع الحالات وتأديبه لي في كل شيء حتى الخطوات، وأعجز عن حصر ذلك، وقرأت عليه كثيراً من تصانيفه ضبطاً واتقاناً، وأذن لي - رضي الله عنه - في إصلاح ما يقع في تصانيفه، فأصلحت بحضرته أشياء، فكتبه بخطه، وأقرني عليه، ودفع إلى درج فيه عدة الكتب التي كان يكتب منها، ويصنف بخطه، وقال لي: إذا انتقلت إلى الله تعالى فأتم شرح المهذب من هذه الكتب، فلم يقدر ذلك لي، وكانت صحبتي له دون غيره من أول سنة سبعين وستمائة وقبلها بيسير إلى حين وفاته.
قال المؤلف - رضي الله عنه - قال لي شيخي أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي - رضي الله عنه -: أخذت الفقه قراءة وتصحيحا وسماعا وشرحا وتعليقا من جماعات: أولهم شيخي الإمام المتفق على علمه وزهده وورعه وكثرة عبادته وعظم فضله وتميزه في ذلك على إشكاله: أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي، كمال الدين ثم المقدسي. رضي الله عنه ثم شيخنا أبو حفص عمر بن أسعد ين أبى غالب الرَبَعي (بفتح الراء والياء) الإربلي، والإمام المتقن المفتى، كمال الدين رضي الله عنه، وأدركته أنا، وحضرت بين يديه، وسمعت عليه جزء أبى الجهم العلا ابن موسى الباهلي، وكان شيخنا كثير الأدب معه حتى كنا في الحلقة بين يديه فقام منها، وملأ إبريقاً وحمله بين يديه إلى الطهارة رضي الله عنهما ورضى عنا بهم.
قال: ثم شيخنا الإمام المجمع على إمامته وحجتهِ وتقدمه في علم المذهب على أهل عصره بهذه النواحي: أبو الحسن سلارين الإربلي ثم الحلبي ثم الدمشقي، كمال الدين رضي الله عنه، وأدركته أنا وحضرت جنازته مع شيخنا رضي الله عنهم.
نام کتاب : تحفه الطالبين في ترجمه الإمام النووي نویسنده : ابن العطار    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست