نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 407
أهل بابل و خذلتنا، فقتلوه، فكتب قائد نصر إليه بما كان، فكتب إليه أن يقيم بموضعه حتى يوافيه، و أن يضرب أعناق الرهائن الذين معه.
فسار [1] نصر حتى أتى بيت المقدس، فهدمه و هدم المساجد، و رمى فيها الكنائس، و خرب الحصون، و حرق التوراة، و أخذ الأموال، و قتل المقاتلة، و سبى الذرية، و كانوا سبعين ألف غلام، و وجد في سجن بني إسرائيل أرميا النبي صلى اللَّه عليه و سلم، فقال له نصر: ما خطبك؟ فأخبره أن اللَّه تعالى بعثه إلى قومه ليحذرهم الّذي حل بهم فكذبوه و حبسوه، فقال نصر: بئس القوم قوم عصوا رسول ربهم! فخلى سبيله، و أحسن إليه.
فاجتمع إليه من بقي من ضعفاء بني إسرائيل، فقالوا: إنا قد أسأنا و ظلمنا، و نحن نتوب مما صنعنا، فادع اللَّه أن يقبل توبتنا.
فدعا ربه، فأوحى إليه: انهم غير فاعلين، فإن كانوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلد، فأخبرهم، فقالوا: كيف نقيم ببلدة قد خربت. فخرجوا يستجيرون بملك مصر، فغزا نصر أرض [مصر] [2] فقتل ملكها و قتلهم، ثم بلغ أقصى ناحية المغرب، و انصرف بسبي كثير من أهل فلسطين و الأردن، فيهم دانيال و غيره من الأنبياء
إن نصر إنما حارب بني إسرائيل لقتلهم يحيى بن زكريا، و ليس بصحيح على ما سيأتي بيانه، ثم حارب العرب في زمن معد بن عدنان، فجمع من في بلاده من تجار العرب فبنى لهم حيرا على النجف و ضمهم فيه، و وكل بهم من يحفظهم، ثم تأهب للخروج إلى قتال العرب، فأقبلت طوائف منهم مسالمين، فأنزلهم على شاطئ الفرات، فابتنوا موضع معسكرهم فسموه الأنبار و خلى عن أهل الحيرة، فاتخذوها منزلا في حياة نصر.