نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 254
استبشروا بها، فقالوا: هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا[1]. فكان أول من رأى ما فيها امرأة منهم فصاحت و صعقت، فقيل لها: ما رأيت؟ قالت: ريحا فيها كشهب النار، أمامها رجال يقودونها، فسخرها اللَّه عليهم سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً[2].
فاعتزل هود و من معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه منها إلا ما تلين الجلود، و تلتذّ عليه النفوس، فكانت تقلع الشجر و تهدم البيوت، فمن لم يكن في بيته هبت الريح حتى تقطعه بالجبال، و كانت ترفع الظعينة ما بين السماء و الأرض و ترميهم بالحجارة. فوصل الخبر إلى الوفد، و كانوا قد قيل لهم: قد أعطيتم مناكم لدعائكم فاختاروا. فقال مرثد: يا رب، أعطني برا و صدقا، فأعطي ذلك. و قيل لقيل: ما تريد؟
و قال لقمان بن عاد: أعطني عمر سبعة أنسر، فعمر عمر سبعة أنسر، يأخذ الفرخ حين يخرج من البيضة، فيأخذ الذكر لقوّته حتى إذا مات أخذ غيره، فلما لم يبق غير واحد، قال له ابن أخيه: يا عم ما بقي من عمرك إلا عمر هذا النسر، فقال لقمان: هذا لبد- و لبد بلسانهم الدهر- فلما انقضى عمر النسر طارت النسور، و لم ينهض فمات لقمان.
أخبرتنا شهدة بنت أحمد، قالت: أخبرنا أبو محمد بن السراج، أخبرنا القاضي أبو عبد اللَّه بن محمد بن سلامة القضاعي، أخبرنا أبو مسلم الكاتب، أخبرنا ابن دريد، حدثنا العكلي، عن ابن أبي خالد، عن الهيثم، عن مجاهد، عن الشعبي، قال:
كان لقمان بن عاد عاديا الّذي عمّر عمر سبعة أنسر مبتلى بالنساء، فكان يتزوج المرأة فتخونه حتى تزوج جارية صغيرة لم تعرف الرجال، ثم نقر لها بيتا في صفح جبل، و جعل له درجه بسلاسل ينزل بها و يصعد، فإذا خرج رفعت السلاسل، حتى